في تطور لافت، منذ اندلاع التظاهرات المضادة للفساد ونقص الخدمات في مختلف مناطق العراق 31 يوليو الماضي، اتسع الحراك الشعبي مؤخراً بالتزامن مع نبرة عدائية ضد الأحزاب الدينية وتدخل رجال الدين وضد النفوذ الإيراني بالعراق، وهي المرة الأولى التي ترفع فيها شعارات عدائية ضد إيران بهذا الشكل، خصوصاً في مناطق جنوب العراق وتحديداً في محافظة ذي قار.
وتتلخص أبرز مطالب المتظاهرين بإصلاح النظام السياسي بالبلاد، ووقف عمليات الفساد وإحالة المتورطين فيها إلى القضاء، وفصل الدين عن السلطة، وتوفير الخدمات، وشمول الأحزاب وأعضاء البرلمان والقادة العراقيين بسياسة التقشف التي فرضتها الحكومة على المواطنين وطالت قطاعات مهمة وحساسة. وكان من اللافت مؤخراً تدخلات واضحة لميليشيات مسلحة أبرزها «بدر» و«العصائب» و«حزب الله العراقي»، في ظل توزيع عدد من أعضاء الميليشيات منشورات في عدد من مدن الجنوب، يحرضون فيها المتظاهرين على إحراق المباني الحكومية وتفجير أبراج الاتصالات للهاتف المحمول.
وأثارت الاحتجاجات قلق طهران على حلفائها التقليديين في العراق، والمتمثلين في الأحزاب الموالية لها والميليشيات المسلحة ورجال الدين، مما دفعها إلى التدخل بين الأطراف المتنازعة.