في ثاني أيام الاحتجاجات ضد الحكومة اللبنانية وقعت أعمال عنف أمس (الأحد) سجل خلالها سقوط عشرين جريحاً بحسب ما أفاد الصليب الأحمر اللبناني، بينما هدد رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة مع تسبب السخط الشعبي في استقطاب الآلاف للنزول إلى الشوارع. وبلغ الغضب من حكومة الوحدة التي يقودها سلام وتضم ساسة منقسمين في لبنان ذروته في الأسابيع الأخيرة بسبب الفشل في حل أزمة تراكم القمامة. وهو ما يجسد إخفاقا أوسع للدولة الضعيفة.
وعانت حكومة سلام من حالة من التعثر جراء الخصومات السياسية والطائفية التي فاقمتها أزمات أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال سلام في خطاب بثه التلفزيون «أنا بصراحة لست ولن أقبل أن أكون شريكاً بهذا الانهيار. خللي (دعوا) كل المسؤولين والقوى السياسية يتحملوا». وأضاف «موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير من هذه القشة هذه قصة النفايات السياسية».
ونزل آلاف المحتجين إلى شوارع بيروت مطلع هذا الأسبوع جراء أزمة النفايات في إطار حملة تحمل اسم (طلعت ريحتكم) ردا على القمامة التي تراكمت في بيروت وحولها الشهر الماضي عندما أغلق مكب نفايات دون الاتفاق على فتح بديل. ومع استئناف عمليات جمع القمامة لم يتم إيجاد حل.
ورشق شبان عشرينيون بعضهم كان ملثماً العناصر الأمنية وقوات مكافحة الشغب الذين وقفوا صفوفاً متراصة خلف عوائق حديدية وأسلاك شائكة، بعبوات المياه المخلوطة بالرمل الذي جمعوه من حديقة ساحة رياض الصلح وبالأخشاب والحجارة التي اقتلعوها من أرض الحديقة.
كما حاولوا إزالة السياج الشائك الذي وضعته قوات الأمن لمنع المعتصمين من التقدم إلى مقر الحكومة. وأحرقت مجموعة من الشبان دراجة نارية على مرأى من القوى الأمنية وحاولوا تشكيل حاجز مستعينين بطاولات ولوحات خشبية.
وبعد محاولة دفع المتظاهرين للتراجع إلى الخلف عبر اطلاق خراطيم المياه تجاههم من دون تحقيق ذلك، عمدت القوى الامنية الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وردد المحتجون «الشعب يريد إسقاط النظام». وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن قنابل حارقة ألقيت على قوات الأمن. وحدثت مشاهد مماثلة الليلة قبل الماضية. وأصيب عشرات الأشخاص على مدى هذين اليومين.
وقال مصدر في الصليب الأحمر اللبناني إن عشرين متظاهراً أصيبوا نتيجة إلقاء القنابل المسيلة للدموع تم نقل 13 منهم إلى المستشفيات.
وبدأت هذه المواجهات مع القوى الأمنية فيما كان منظمو الاعتصام من حملة «طلعت ريحتكم» يهتفون وحولهم الآلاف «سلمية سلمية» في إشارة إلى الطابع السلمي لتحركهم.