نشر يوم امس (الإثنين) إعلان جداري كبير على بناية في تل أبيب مما أثار من جديد ما سبق وأن تردد حول افتتاح سفارة لإيران في إسرائيل، وهذا الإعلان منشور باللغة العبرية كتب عليه «قريباً ستفتتح هنا السفارة الإيرانية في إسرائيل للتفاصيل اتصل على الرقم»، حسب ما نقلت مراسلة قناة «العربية»، والتي اتصلت بالرقم تحت الإعلان فرد عليها جهاز «وصلت إلى السفارة الإيرانية في تل أبيب للأسف لا نستطيع الرد عليك اترك رسالة».
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها إسرائيليون بطرح موضوع افتتاح سفارة لإيران في إسرائيل، ففي هذا الشأن كانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرت في نسختها الإنجليزية في منتصف يونيو الماضي صورة جماعية لعدد من الفنانين والنشطاء المدنيين الإسرائيليين يحملون علم إيران، مؤكدة أنهم ينوون افتتاح سفارة لإيران في إسرائيل.
ولكن يبدو وبنشر هذا الإعلان أن مناصري افتتاح سفارة رمزية لإيران في إسرائيل تمهيداً لإعادة العلاقات بين تل أبيب وطهران بعد أن قُطعت منذ انتصار ثورة 1979 ضد الشاه باتت جادة أكثر من أي وقت مضى.
وذكرت «هآرتس» في تقريرها أن الغرض من هذا الإجراء تقريب البلدين عبر التأكيد على ما وصفه المؤيدون لإيران في إسرائيل بـ «الجوانب الإيجابية للجمهورية الإسلامية الإيرانية» وتصحيح «الصورة السلبية التي يرسمها الإعلام الإسرائيلي عن النظام الإيراني».
وقال النشطاء إنهم سيقيمون في هذه «السفارة الإيرانية» الرمزية، معرضاً لآثار فنانين إيرانيين بجوار مكتب رسمي ومكان لاستضافة الإسرائيليين وتقديم المأكولات الإيرانية، وسيرفعون أيضاً أعلام إيران الرسمية في عدد من مدن الدولة العبرية.
وقبل الثورة التي أطاحت بالشاه كانت العلاقات السياسية بين البلدين شبه علنية والتبادل التجاري والتعاون الفني والزراعي الواسع مستمر بين طهران وتل أبيب.
وبعد الثورة أثارت وسائل إعلام إسرائيلية ودولية مراراً أنباء حول تواصل الاتصالات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدولة العبرية رغم قطع العلاقات وخلافاً لشعار «رمي اليهود في البحر» الذي كان يطلقه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من جهة ومعارضة الدولة العبرية مع الاتفاق النووي بين طهران والمجتمع الدولي من جهة أخرى، وخير دليل على ذلك فضيحة «إيران كونترا» أو «إيران جيت» أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) والتي تم خلالها تزويد إيران بصواريخ مضادة للدروع من قبل إسرائيل في صفقة لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في طهران. يذكر أن إيران الشاه كانت اشترت قبل عام 1979 قطعة أرض في تل أبيب لإنشاء مبنى السفارة الإيرانية عليها، وحسب القوانين الدولية تعتبر طهران المالك الأصلي لهذه الأرض رغم أنها تحولت إلى حديقة من قبل الإسرائيليين.