يواصل السوريون تخزين المواد الغذائية، وأخذ الاحتياطات لتأمين أنفسهم وعائلاتهم في حال وقوع الضربة العسكرية ضد نظام بشار الأسد، فيما وجد آخرون أنه لا مجال أمامهم سوى الهرب، ما جعل الحدود اللبنانية والحدود الأردنية تعج باللاجئين.
ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذانا ببدء عملية عسكرية محدودة، بدأت أصوات صفارات إنذار من نوع مختلف تدق في شوارع المدن السورية.
فمع الترقب الذي يخيم على العاصمة دمشق بدأ التسابق بين الأهالي على تخزين أكبر قدر من الطعام والمواد الغذائية بما يمكنهم من توفير قوت يومهم في يوم بات بالنسبة لهم أسود وقريبا.
التحركات المقلقة والتنقلات الغامضة لقوات النظام زرعت الرعب في قلوب السكان، دون أن تفلح تطمينات الإعلام السوري في تهدئة مخاوفهم ما دفع بأسعار المواد الغذائية إلى التحليق عاليا.
وبحسب مراقبين فإن أسعار المواد الغذائية في العاصمة دمشق ارتفعت أكثر من ثلاثة أضعاف سعرها المعتاد في ليلة وضحاها، وبات الوقوف على طوابير الخبز والمحلات التجارية أمرا مألوفا فيما ازدهرت السوق السوداء حيث كل شيء متوفر إلا أن الأسعار خارجة عن السيطرة.
مقرات الأمن والمراكز الأمنية التي كانت بالنسبة للأهالي مصدر رعب في أيام سطوة النظام باتت تزرع رعبا من نوع آخر دفع بالأهالي للنزوح من حولها كونها باتت أهدافا محتملة لأي تحرك عسكري أميركي.
النزوح لم يقف عند هذه الحدود فقد تدفق آلاف السوريين نحو الحدود اللبنانية والأردنية فيما أصبح الحصول على حجز طائرة أمر يتطلب أسبوعا على أقل تقدير.
هواجس الخوف والجوع والتشرد هي اليوم ما يسيطر على مشاعر السوريين ولاسيما أهالي مدينة دمشق التي كانت في يوم من الأيام محط لأنظار.