روسكي - (أ ف ب): يستمر مئات المهاجرين غير الشرعيين في التدفق على الحدود بين صربيا والمجر، بوابة الاتحاد الأوروبي غداة دخول أكثر من ألفين منهم إليها، ما يزيد من الضغوط على بلدان غرب البلقان التي تجتمع في فيينا غداً الخميس. ويأتي التدفق الهائل للاجئين في المجر قبل أيام من انتهاء أعمال بناء سياج معدني في 31 الشهر الحالي من شأنه أن يمنعهم من عبور الحدود، وبالتالي دخول الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، عبر 2093 مهاجراً الحدود أمس الأول قرب بلدة روشكي، وهو العدد الأعلى في يوم واحد، وفقاً للشرطة المجرية. وعموماً، فقد سجلت المجر وصول أكثر من 100 ألف مهاجر غير شرعي منذ بداية العام الجاري، أي أكثر من ضعف المجموع في 2014. وعبر هؤلاء الحدود الصربية المجرية قرب روشكي، إحدى النقاط الحدودية مع صربيا التي لم يصلها السياج بعد. وهؤلاء جزء من نحو 7 آلاف مهاجر غير شرعي يحاولون العبور إلى أوروبا الغربية من خلال «طريق غرب البلقان».
وتمت عرقلة رحلتهم الأسبوع الماضي عندما قررت مقدونيا إعلان حالة الطوارئ بسبب تدفقهم من اليونان بشكل فاق طاقتها، فأغلقت الحدود مدة 3 أيام، كما استخدمت شرطتها الهراوات والقنابل الصوتية لردعهم. وقال مهندس كمبيوتر عراقي «29 عاماً» فر من مدينة الموصل هرباً من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي «توقفنا في مقدونيا لمدة يومين. كان شغب رهيب، لجأت الشرطة إلى الغاز المسيل للدموع».
وفي شمال صربيا، في سوبوتيتسا، وصلت أكثر من 20 حافلة تقل لاجئين، ليواصل هؤلاء رحلتهم سيراً إلى المجر.
وركب معظمهم القطار الذي يعبر الحدود، ووصلوا في مجموعات صغيرة من 10 إلى 15 شخصاً وعبروا إلى المجر دون عوائق.
وفي الجنوب، على الحدود بين اليونان ومقدونيا، ينتظر 700 منهم دخول مقدونيا. أما بالنسبة لبلغاريا، فإنها لاتزال بمنأى عن المهاجرين غير الشرعيين، وأعلنت أنها أرسلت عربات مدرعة إلى المعابر الحدودية الأربعة مع مقدونيا لدعم شرطة الحدود في حال حدوث تدفق ما. وفي جنيف، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين ميليسا فليمنغ إن «الوضع هادئ بعد فوضى الأسبوع الماضي» على الحدود اليونانية المقدونية، لكنها توقعت أن يرتفع عدد المهاجرين من 1500 إلى 3000 يومياً في هذا القطاع.
كما أعربت عن «قلق» المفوضية حيال «ظروف الأشخاص الذين يقومون بالرحلة، وكثير منهم من بلدان تعاني من العنف والنزاعات مثل سوريا وأفغانستان». وتابعت فليمينع أنهم «غالباً منهكون، يحتاجون إلى مساعدة إنسانية وطبية».
وفي بروكسل، أعلنت المفوضية الأوروبية أنه يمكن إقامة مركز استقبال أوروبي في المجر لمساعدتها في النظر في طلبات اللجوء للمهاجرين الذين يصلون من اليونان لأن إعادتهم محظورة بقرار من المحكمة الأوروبية. وقالت المتحدثة في القضايا المتصلة بالهجرة ناتاشا برتو «نحن مستعدون لإقامة «نقطة ساخنة» في المجر لأن هذا البلد يحتاج إلى دعم».
وبين يناير ويونيو الماضيين، دخل أكثر من 100 ألف مهاجر غير شرعي الاتحاد الأوروبي عبر مقدونيا وصربيا والبوسنة والهرسك وألبانيا والجبل الأسود وكوسوفو، مقابل 8 آلاف في الفترة ذاتها العام الماضي، وفقاً لوكالة فرونتكس للحدود الخارجية لفضاء شنغن.
وفي الإجمال، وفقاً لفرونتكس، بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين على حدود الاتحاد الأوروبي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 340 ألفاً، مقابل 123 ألفاً في الفترة ذاتها عام 2014.
والأسبوع الماضي وحده، تم إنقاذ 5300 شخص، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء، في البحر المتوسط ضمن إطار عشرات عمليات الإنقاذ التي تقوم بها القوات البحرية الإيطالية أو بعثة الاتحاد الأوروبي «تريتون».
وفي مواجهة التدفق غير المسبوق، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى رد «موحد» من الاتحاد الأوروبي.
أما النمسا المتأثرة بهذه الأزمة بسبب حدودها مع إيطاليا والمجر، وهما في الخط الأول للمهاجرين غير الشرعيين، فستقترح خطة عمل من 5 نقاط.