بيروت - (وكالات): فشل مجلس الوزراء اللبناني أمس في إيجاد مخارج لأزمة النفايات المستمرة في البلاد والتي دفعت آلاف اللبنانيين للنزول إلى الشارع منتقدين الإهمال المتمادي وعجز الحكومة بفعل الانقسام السياسي بين مكوناتها، فيما قتل 3 أشخاص وأصيب 35 في اشتباكات بين جماعة «جند الشام» المتشددة وعناصر من حركة «فتح» في مخيم عين الحلوة جنوب البلاد. وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء بعد جلسة استثنائية دامت نحو 5 ساعات «قرر مجلس الوزراء عدم الموافقة على نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية البحث في البدائل ورفعها إلى مجلس الوزراء» على خلفية الكلفة المادية المرتفعة. وجاء قرار الحكومة بعد إعلان وزير البيئة محمد المشنوق نتائج فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات المنزلية في مختلف المناطق والتي فازت بموجبها شركات قريبة أو محسوبة على شخصيات سياسية نافذة.
واعتبرت الحكومة أن «النتائج تضمنت أسعاراً مرتفعة مما يقتضي عدم الموافقة عليها»، علماً أن لبنان يدفع إحدى أعلى تكاليف معالجة الطن الواحد من النفايات.
وتواجه الحكومة اللبنانية ضغوطاً متزايدة على خلفية فشلها في إدارة أزمة النفايات التي دفعت الآلاف من اللبنانيين إلى التظاهر السبت والأحد الماضيين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت القريبة من مقري البرلمان والسراي الحكومي - مقر رئاسة الحكومة - بدعوة من حملة «طلعت ريحتكم» التي تضم ناشطين في المجتمع المدني. وتدرجت مطالب المتظاهرين من الاحتجاج على أزمة النفايات وصولاً إلى المطالبة باستقالة الحكومة. وتحولت التظاهرات إلى متنفس للتعبير عن الغضب المتراكم من الطبقة السياسية وحالة الانقسام السياسي في البلاد والفساد المستشري والبنية التحتية المترهلة.
وتخلل جلسة مجلس الوزراء انسحاب وزراء «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» الذي يرأسه الزعيم المسيحي ميشال عون وحزب «الطاشناق» الأرمني وحزب «المردة» الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية احتجاجاً على ما وصفه وزير الخارجية جبران باسيل - فريق عون - بـ»مسرحية في موضوع النفايات».