جوبا - (أ ف ب): وقع رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس اتفاق سلام ينهي حرباً أهلية مستمرة في بلاده منذ 20 شهراً، إلا أنه سلم بالمقابل قائمة تتضمن «تحفظات جدية» على الاتفاق الذي حذر من أنه قد لا يدوم. وجرى حفل التوقيع على الاتفاق في العاصمة جوبا بحضور عدد من الزعماء الإقليميين، بعد ساعات من تهديد مجلس الأمن الدولي بالتحرك في حال لم يوقع كير على الاتفاق الذي وقع عليه زعيم المتمردين ريك مشار.
وقال كير أثناء مراسم التوقيع بحضور عدة قادة أفارقة ودبلوماسيين وصحافيين «السلام الحالي الذي نوقعه اليوم يتضمن الكثير من الأمور التي علينا رفضها».
وأضاف «مثل هذه التحفظات إذا تم تجاهلها لن تكون في مصلحة سلام عادل ودائم».
ورغم أن كير سلم قائمة بمخاوفه بشأن الاتفاق، إلا أن القادة الإقليميين ومن بينهم الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني الذي أرسل قوات إلى جنوب السودان لدعم قوات كير، رحبوا بالاتفاق. وبموجب الاتفاق فإن على أوغندا أن تسحب قواتها خلال 45 يوماً. وطالب كير بتعديل الاتفاق قائلاً «إنه ليس الإنجيل ولا القرآن، ولماذا لا يمكن إعادة النظر فيه؟». وقال «أعطونا بعض الوقت لكي نرى كيف يمكننا تصحيح هذه الأمور» رغم أن الوسطاء أكدوا أن الاتفاق نهائي وغير قابل للتعديل.
ويلزم الاتفاق الذي يحظى بدعم الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والصين والترويكا الأوروبية وبريطانيا والنرويج والولايات المتحدة، الجانبين المتحاربين بإنهاء القتال وتطبيق «وقف دائم لإطلاق النار» خلال 72 ساعة. ويفرض الاتفاق إعلان «وقف دائم لإطلاق النار» بعد 72 ساعة من توقيعه. وهو يقضي بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس الذي يرغب مشار في العودة إليه بعد إقصائه منه في يوليو 2013 أي قبل 6 أشهر من اندلاع القتال. ويدعو الاتفاق الذي يهدف إلى وقف أشهر من العنف، إلى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة لجرائم الحرب بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.
وبدأت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما أثار موجة من أعمال العنف امتدت من جوبا إلى كل أنحاء البلاد واتخذت أحياناً طابعاً عرقياً وشهدت ممارسات وحشية. وتم إبرام 7 اتفاقات لوقف إطلاق النار إلا أنها جميعها انهارت خلال أيام وأحيانا ساعات، في البلد الفتي الذي استقل عن السودان في 2011.