أنت الذي تعرفه هذا ليس سوى ما جمعته من أوهام ورغبات وأحلام وضعتها فوق بعضها، أنت الذي تعرفه هذا واهم باهت كما هو زيف ووهم حياتك. حياتك التي أصبحت سراباً توحي لك أنها هناك لكنك حين تصل هناك لا تجد شيئاً سوى السراب وحده مع خيالاتك ورغباتك التي حالما تبلغ السراب تعود لتصور نفسها حقيقة من جديد في مكان بعيد في الأفق البعيد أيضاً هناك، وأنت ستطاردها من جديد لكنك لن تصل، ليس بإمكانك أن تصل لأن ما تحاول الوصول إليه غير موجود أصلاً.
كلما تحركت في اتجاه الأشياء التي تحويها حياتك، كلما عن نفسك ابتعدت، وكلما ابتعدت عن نفسك، أصبحت عن الحقيقة بعيداً، فالحقيقة تسكن في الذي بداخلك، أما العالم الذي أنت تعتقد أنك تعيش فيه فهو كذبة كبرى. حين يقع القناع الذي تخفي وجهك خلفه كما ورقة شجرة صفراء، سوف تتبخر وتتلاشى وكأنها ما كانت بموجود، لأنه ومتى ما سقطت هذه الوجوه المزيفة، سوف تظهر للوجود ذاتك الحقيقية، ذاتك الحقيقية التي كنت أنت مشغول عنها بكل ما تقوم به وجميع ما تقول، فأنت لم تترك لذاتك مساحة تظهر نفسها عليها، ذاتك التي كانت تنتظر وتنتظر وأنت عنها كنت غافلاً مشغولاً.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية