عواصم - (وكالات): شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على «ثبات موقف بلاده الرافض لاستمرار الرئيس بشار الأسد، في السلطة»، مضيفاً أن «رحيل الأخير عبر عملية سياسية أو هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل». ورفض الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني، فيليب هاموند في العاصمة لندن التكهنات حول موقف الرياض من الأسد ونظامه قائلاً إن «رحيل الأسد ومن تلطخت أيديهم بالدماء، موقف واضح لا مساومة فيه» بالنسبة للمملكة.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السعودي إن «الحل للأزمة في اليمن هو حل سياسي عبر تطبيق القرار الأممي 2216»، مشدداً على «التزام المملكة العربية السعودية بإعادة إعمار اليمن لرفع المعاناة عن الشعب اليمني». وذكر أن «الحل في اليمن سياسي. نأمل أن يتمكن اليمنيون من تطبيق القرار الأممي 2216 والتحرك بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر أمناً واستقراراً».
وتابع «أؤكد التزام المملكة العربية السعودية وشركائها بمساعدة اليمن مستقبلاً في إعادة الإعمار، لرفع المعاناة عن المواطنين اليمنيين والبدء بتطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعيـــــة في البلاد».
بالمقابل، برز موقف من الجانب الإيراني، من خلال المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، التي قالت إن المبادرة الإيرانية المعدلة لحل الأزمة في سوريا «هي الآن في طور الاكتمال». ونقلت عنها وكالة الأنباء الإيرانية قولها إن أساس المبادرة «إرادة ومطلب الشعب السوري لتقرير مستقبله بنفسه».
وبحسب أفخم، فإن المبادرات التي قالت إنها «مبنية على مطالب مجموعة ما وليس الشعب السوري لن تكون مؤثرة»، مضيفة أن المبادرة الإيرانية قيد التشاور بشأنها حالياً، واعدة بتقديم المزيد من المعلومات حول تفاصيلها عند اكتمالها. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت بعض تفاصيل المبادرة الأولية، وبينها الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور السوري وإجراء انتخابات.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا مايكل راتني سيبدأ جولة تشمل كلاً من موسكو والرياض وجنيف وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية التي كثفت في الأسابيع الأخيرة في محاولة لحل النزاع السوري. وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن راتني الذي يتقن اللغة العربية وسبق أن شغل مراكز دبلوماسية في العديد من دول الشرق الأوسط، سيتوجه نهاية الأسبوع إلى موسكو ثم الرياض فجنيف وذلك لإجراء مباحثات مع مسؤولين روس وسعوديين وآخرين في الأمم المتحدة.
وأضاف أن الدبلوماسي الأمريكي سيناقش «خيارات تعرض على المجتمع الدولي، خاصة مجموعة الولايات المتحدة - روسيا - السعودية (...) من أجل عملية سياسية» في سوريا، مجدداً التأكيد على أن ليس هناك من حل عسكري للأزمة السورية. ومنتصف أغسطس الماضي، تمكن مجلس الأمن الدولي، للمرة الأولى منذ عامين، من التوافق على دعم خطة سلام تهدف إلى تشجيع حل سياسي للنزاع المستمر منذ 4 أعوام في سوريا.
وتتضمن خطة السلام التي اقترحتها الأمم المتحدة ويفترض أن يبدأ تطبيقها في سبتمبر المقبل، تشكيل أربعة فرق عمل تبحث عناوين «السلامة والحماية، ومكافحــــة الإرهاب، والقضايــا السياسية والقانونية، وإعـــادة الإعمار».
وتستند خطة السلام المقترحة إلى المبادئ الواردة في بيان «جنيف 1» الصادر في 30 يونيو 2012 عن ممثلي الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والداعي إلى تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بـ»صلاحيات كاملة» تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية.