عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن «القوات الحكومية تعتزم شن معركة من أجل العاصمة صنعاء خلال 8 أسابيع»، مشيراً إلى أن «خطوات تتخذ بالفعل لإنهاء سيطرة المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس علي عبدالله صالح الذين استولوا على صنعاء قبل قرابة عام»، مضيفاً أنه «لا تفاوض مع الميليشيات المتمردة وأن خيارها الوحيد هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216». في غضون ذلك، قتل عشرات المسلحين الحوثيين في غارات للتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية بمنطقة نجد مرقد بشبوة جنوب اليمن، وخلال مواجهات مع المقاومة الشعبية في عدة مناطق في تعز جنوب البلاد.
وشدد ياسين على أن أغلبية المشاركين في العمليات القتالية يمنيون ومن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وقال «هناك بعض الأفراد أو القوات من الإمارات ومن المملكة العربية السعودية ومن دول مجلس التعاون ولكنها حسب المهمة الموكلة لها وهي معظمها مهمات فنية»، مضيفاً أنه «لا يعتقد أن الجنود الإماراتيين والسعوديين يشاركون في القتال».
وأضاف أن «هؤلاء الجنود يقدمون للقوات اليمنية كل أنواع التدريب سواء في القتال أو في القيادات الميدانية أو في استخدام المعدات العسكرية أو في قيادة العربات وفي الاتصالات وكل الأنواع، ونهدف إلى بناء جيش وطني حقيقي فيما بعد، هذا هو الأساس في ذلك».وتابع قوله «هم يساعدون فنياً في ذلك، يتعاونون معنا في كثير من التجهيزات الفنية والاستشارية لكن القتال المباشر تقوم به العناصراليمنية».
وقال مسؤولو أمن يمنيون إن مجموعة قوامها نحو 50 فرداً من القوات السعودية وصلت إلى عدن لتدريب القوات المحلية وإعادة بنائها.
ونسبت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إلى مصدر عسكري يمني كبير قوله إن «قوات سعودية خاصة» وصلت عدن للمساعدة في إحلال السلام في المدينة والمناطق المحيطة بها حيث تم إجبار الحوثيين على التقهقر. وتشير مصادر إلى أن هناك قوات إماراتية أيضاً في عدن.
من ناحية أخرى، أكد ياسين أنه «لا تفاوض مع الميليشيات وأن خيارها الوحيد هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216». وذكر أن «الاجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية تناول دور الجامعة في اليمن، واتخاذه نموذجاً في حل القضايا الأخرى التي تعاني منها المنطقة». وتابع أن «جامعة الدول العربية تدين ما ترتكبه الميليشيات من جرائم في تعز»، مشيراً إلى أن «اللقاء تناول أيضاً اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي ستوقع قريباً».
وقال إن «هناك مؤشرات فعلية ملموسة عن قرب تحقيق الحسم في العاصمة صنعاء»، لافتاً إلى أن «التطورات الأخيرة تكشف يوماً بعد يوم عن تزايد حجم التأييد الشعبي في صنعاء ومحيطها للقوات الموالية للشرعية».
ميدانياً، أفادت مصادر بمقتل 15 مسلحاً حوثياً بغارة للتحالف الذي تقوده السعودية بمنطقة نجد مرقد بشبوة جنوب اليمن. كما قتل عشرات الحوثيين ومناصريهم بمواجهات مع المقاومة الشعبية في عدة مناطق في تعز جنوب البلاد.
وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، سقط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين في هجومين شنته المقاومة الشعبية على مقر أمني في مديرية الشرية ودورية لهم، حسب مصدر قبلي.
وأضاف المصدر أن مسلحي «المقاومة» شنوا أيضاً هجوماً على عربة تقل مسلحين حوثيين قرب مقر إدارة الأمن المستهدفة مما أسفر عن قتل جميع من فيها.
من جهة أخرى، صدت القوات السعودية محاولات لميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح للتسلل إلى محافظة الخوبة في منطقة جازان المحاذية للحدود السعودية اليمنية. كما اشتبكت القوات السعودية وبشكل مباشر مع المتسللين في مناطق جبلية بقطاعي الشرفة والبريمة شرقي نجران.
في الوقت ذاته، شنت طائرات التحالف غارات جوية على معسكر قوات الأمن الخاصة في البيضاء، كما استهدفت مواقع للحوثيين في الحديدة، وفي صعدة، تم قصف منازل قيادات حوثية وبعض المراكز التابعة لهم.
وفي الحديدة، تواصلت الاشتباكات بين قبائل الزرانيق والمتمردين، حيث تدور المواجهات في 3 محاور على الشريط الساحلي جنوب الحديدة، وسط وصول تعزيزات للحوثيين إلى المنطقة.
وفي حرف سفيان بمحافظة عمران يشهد معسكر العمالقة توتراً شديداً إثر سعي الحوثيين تغيير قائد اللواء وتعيين آخر موال لهم، ورفض الجنود الأمر، واستنفروا قواتهم لمواجهة الموقف المرشح للانفجار.
في غضون ذلك، يستمر تدفق التعزيزات الأمنية إلى محافظة مأرب اليمنية بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي، وذلك في وقت تستمر الاشتباكات بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على أكثر من جبهة في اليمن.
هذا التحرك يأتي لاستعادة السيطرة على محافظة تعز التي تشهد هجمات عكسية من قبل ميليشيات الحوثي في بعض المناطق، خصوصاً منطقة الضباب والأحياء الغربية للمدينة، حيث دارت اشتباكات عنيفة في منطقة الربيعي وبالقرب من السجن المركزي بين الميليشيات والمقاومة.
ومازالت بعض الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية لمدينة تعز، تتعرض للقصف بصواريخ كاتيوشا من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المتمركزة في ضاحية الحوبان ومطار تعز شرق المدينة.
من جهة ثانية، كشفت مصادر في الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يحاول إقناع الحوثيين عبر المشاورات التي يجريها معهم في مسقط، بإعلان هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الإنسانية، وإقناعهم بالانسحاب من المدن، خاصة تعز وإب، وإطلاق سراح المعتقلين وفقاً للبنود الواردة في قرار مجلس الأمن.
من جانبه، قال السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني إن «الطرف الحوثي متردد في التعاطي مع المقترحات التي قدمتها الحكومة».
وأضاف أن «هناك مساعي موازية لإسقاط القرار 2216 عن طريق التباكي على الوضع الإنساني واستغلاله كورقة سياسية».
في شأن آخر، أعلن مسؤول حكومي مقتل 5 أشخاص يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة في غارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا التي تعد معقلاً للمتطرفين جنوب شرق اليمن.
وفي تطور آخر، قال تجار إن شركة مصافي عدن اليمنية عرضت شحنة من وقود الطائرات للتحميل في سبتمبر المقبل، وهي أول شحنة من نوعها منذ إغلاق مصفاة عدن التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 150 ألف برميل يومياً في أبريل الماضي بسبب الحرب.