عواصم - (وكالات): قتل ضابطان عراقيان كبيران أمس في هجوم انتحاري بمحافظة الأنبار غرب البلاد تبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي حقق عناصره أمس أيضاً تقدماً على حساب مقاتلي المعارضة شمال سوريا قرب الحدود التركية. وأعلن مسؤولون عسكريون عراقيون، أن ضابطين برتبتي لواء ركن وعميد ركن قتلا صباح أمس بتفجير انتحاري شمال الرمادي، مركز الأنبار.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول «أثناء تقدم قواتنا من المحور الشمالي (...) تقدمت عجلة مفخخة باتجاه قواتنا».
وأضاف «تم الرد على العجلة، لكن انفجارها أدى إلى استشهاد معاون قائد عمليات الأنبار اللواء الركن عبد الرحمن أبو رغيف والعميد الركن سفين عبد المجيد قائد الفرقة العاشرة، لأنهما كانا قريبين جداً».
وأدى الهجوم إلى مقتل «ثلة من الشهداء الأبطال»، بحسب بيان لقيادة العمليات المشتركة.
وتبنى التنظيم الهجوم، قائلاً في بيان تداولته حسابات إلكترونية مؤيدة له، انه كان عبارة عن تفجير 4 عربات مفخخة وهجوم مسلح. وبحسب البيان، انطلق المنفذون «بأربع عجلات مفخخة ورشاشين «دوشكا» نحو المقر الرئيس الذي تدار منه العمليات شمال الرمادي»، وفجروها «مما أدى لنسف المقر الرئيس».
وأوضح أن المنفذين الستة هم ألماني وتونسي وسعودي وسوري وطاجيكي وفلسطيني من غزة، وأنهم قتلوا جميعاً في الهجوم. ونعى رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، العسكريين الذين قضوا «دفاعاً عن العراق وشعبه»، بحسب بيان لمكتبه.
وشارك العبادي، بحسب مكتبه، مع مسؤولين آخرين في مراسم تشييع الضابطين التي أقيمت في بغداد.
وهي ليست المرة الأولى التي تطال فيها المعارك مع التنظيم قياديين. فخلال 2015، أصيب قائدان لعمليات الأنبار. وفي أبريل الماضي، قتل ضابطان كبيران برتبتي عميد ركن وعقيد ركن، كما جرح المحافظ السابق أحمد الدليمي العام الماضي. وتشهد الأنبار معارك مع «داعش» الذي سيطر على مناطق عدة منها منذ مطلع 2014، قبل أشهر من هجومه في شمال العراق وغربه في يونيو من العام ذاته. ووسع التنظيم خلال الأشهر الماضية نفوذه في المحافظة الحدودية مع الأردن والسعودية وسوريا، وسيطر على الرمادي منتصف مايو 2015، فيما اعتبر أبرز تقدم له في العراق منذ عام. واستعادت القوات العراقية خلال الأشهر الماضية، مناطق عدة، إلا أن التنظيم لايزال يسيطر على اجزاء واسعة ومدن رئيسة. وساهمت في عمليات استعادة السيطرة، ضربات جوية لائتلاف دولي تقوده واشنطن، ينفذ منذ أكثر من عام غارات ضد المتطرفين في العراق وسوريا. وفي سوريا، سيطر التنظيم على 5 قرى في ريف حلب شمالاً، وتقدم إلى أطراف بلدة مارع، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم «بدأ فجر أمس هجوماً في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع».
وبحسب المرصد، فجر التنظيم عربة مفخخة عند أطراف مارع، تلته اشتباكات مع مقاتلي المعارضة «تمكن المتطرفون خلالها من التقدم إلى بعض أطراف البلدة الجنوبية». وتقع مارع على خط إمداد رئيس لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول «داعش» منذ أشهر اقتحامها. ووثقت منظمات طبية دولية بينها منظمة أطباء بلا حدود هجوماً بالسلاح الكيميائي استهدف مارع الأسبوع الماضي. واتهم ناشطون محليون التنظيم بهذا الاعتداء الذي أدى إلى إصابة عشرات المدنيين.
وفي هجوم متزامن، سيطر التنظيم كذلك على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية.
وحتى أسبوعين مضيا، كانت البلدتان تحت سيطرة جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. إلا أن الجبهة انسحبت منها في 10 أغسطس الجاري وتسلمهما فصيل إسلامي بعد تقارير عن خطة أمريكية تركية لإنشاء منطقة حدودية آمنة خالية من «داعش».
وعلى الجبهة بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد وحليفه «حزب الله» الشيعي اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، بدأ العمل بوقف لإطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة. وقال المرصد إن الاتفاق تم التوصل إليه، ويهدف إلى «إيجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات حول هذه المناطق». وأوضح أحد الوسطاء، محمد أبو القاسم، وهو رئيس حزب التضامن الصغير الذي يشكل جزءاً من المعارضة المقبولة من النظام، أن من أبرز البنود «إخراج مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية من الزبداني».
والهدنة هي الثانية هذا الشهر، بعد أولى بدأت في 12 أغسطس الجاري واستمرت 3 أيام، قبل أن تنهار بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة إطلاق سجناء لدى النظام. كما تناولت مفاوضات الجولة الأولى انسحاب المقاتلين من الزبداني مقابل إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا. وبدأ النظام وحزب الله في 4 يوليو الماضي هجوماً على الزبداني، آخر مدينة لاتزال بيد المعارضة في المنطقة الحدودية مع لبنان. وتمكن الطرفان من دخول المدينة ومحاصرة المعارضين في وسطها، بحسب المرصد.
ورداً على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة قصف الفوعة وكفريا اللتين يقيم فيهما شيعة، والمحاصرتين منذ مارس الماضي.