في كل يوم أتساءل هل الاستسلام ضعف وعجز؟
وأيهما أفضل: الاستسلام أم المجازفة؟ فهناك من يرى في الاستسلام مجرد فترة يمر فيها الإنسان يتعايش معها بهدوء وسكون، وآخرون يرون في الاستسلام ضعفاً وعدم قدرة على المجازفة.
تزداد تساؤلاتي في كل يوم: لماذا الشخص يلجأ للاستسلام، سواء كان للواقع أو غيره ؟ سأجيب على سؤالي بنفسي بعد بحثي عن مفهوم الاستسلام.. نحن في زمن أصبح كل شيء فيه مادياً.. أصبح هذا الزمن جداً صعباً وتكثر فيه المشاكل .. الأم عندما تلد طفلها ثم يبدأ الطفل يفطن ما حوله و يعلم ما الذي يحصل، فيدخل المدرسة ليكون أول هدف له النجاح والتفوق لينال أحسن الدرجات لمستقبله وليرضي والديه، و بعد ذاك يتخرج ويحصل على العمل، لكن أيعقل أنه لم يواجه بعض العثرات والملل والمشاكل التي تدفعه للاستسلام؟ نعم لا بد أنه قد واجهته هذه الأمور وتجاوزها، لم يعط مجالاً لنفسه للشعور بالضعف أو العجز، ولم يكن لينجح سوى نتيجة إصراره على طموحه و مشاريعه ودراسته وغيرها، سواءً كان الطفل الذي نتحدث عنه أو الشخص الكبير وجميع المراحل العمرية. طبعاً كلنا خلال مسيرة النجاح نحتاج إلى دعم وتحفيز وتشجيع في الحياة، إذا لم نحصل على هذا التحفيز أو الدعم أعتقد من الأكيد سوف نلجأ إلى الاستسلام والعجز. هناك أشخاص يواجهون هذه المثبطات بقلب صخري و جامد، وهناك أشخاص يلجؤون إلى الهروب والاستسلام أو يكلفون أشخاصاً آخرين بأداء مهامهم..
أنتم يا من تهربون من الواقع، اسألوا أنفسكم كما سألت أنا نفسي: هل أنتم جبناء وضعفاء؟ هل يعقل تجاهلكم للتحدي بدلاً من مواجهته؟ هل أنتم مرتاحون لفقدكم الثقة في أنفسكم؟
ماذا الآن ؟ هل سوف تستسلمون أم تجازفون لأنفسكم لصنع مستقبلكم، فتصبحون الأفضل لأنكم مثل غيركم قادرون على العطاء، على الإنجاز؟ لم هذا التأخير؟ هيا ابدأ في حل المشاكل والعثرات التي تواجهها، وتذكر دائماً أنك شخص مميز وقادر.

أمينة خالد المخضبي
فريق البحرين للإعلام التطوعي