عواصم - (وكالات): أغار طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أمس على معسكرات للمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في باب المندب وصنعاء ومحافظات أخرى وقتل مسلحين منهم، فيما وصلت تعزيزات للقوات الموالية للحكومة تحضيراً لتقدم مرتقب والاستعداد لعملية محتملة في صنعاء.
وقال مصدر عسكري إن مروحيات الأباتشي قصفت قاعدة يحتلها المتمردون قرب بيحان في محافظة شبوة الجنوبية، وذلك بعد ساعات من استهداف طائرات مقاتلة لقافلة تابعة للحوثيين المدعومين من إيران في المنطقة.
وبحسب شهود، قصفت الطائرات أيضاً مستودعات أسلحة في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.
وأشارت مصادر عسكرية إلى وصول تعزيزات عسكرية من المملكة العربية السعودية إلى القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في منطقة بيحان المحاذية لمحافظة مأرب شرق البلاد.
وقال مسؤول عسكري إن مركبات مصفحة عبرت نقطة وادية الحدودية في محافظة حضرموت، متجهة إلى مأرب، حيث تستعد القوات الموالية لشن هجوم كبير.
وأضاف المسؤول أن التحالف أرسل أيضاً 8 مروحيات أباتشي ستتمركز في حقول السفير النفطية.
ولفت إلى أن العملية، التي تهدف إلى إخراج الحوثيين من مأرب والتقدم غرباً نحو العاصمة، ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة. وكانت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً استعادت السيطرة على عدن من المتمردين الحوثيين الشهر الماضي بدعم من التحالف، وواصلت تقدمها لتبسط سيطرتها على 4 محافظات جنوبية كانت خاضعة للمتمردين. وتسعى القوات حالياً للسيطرة على مدينة تعز، ثالث كبرى مدن اليمن. وفي حضرموت شرق اليمن عبرت مزيد من الأرتال العسكرية باتجاه محافظة مأرب شرق صنعاء، وذلك في إطار استعدادات جارية لعملية عسكرية محتملة لطرد الحوثيين وحلفائهم من صنعاء.
وكانت أرتال تضم أكثر من 100 آلية ومئات الجنود اليمنيين المدربين عبرت مؤخراً إلى مأرب، كما تحدثت تقارير عن نشر مروحيات أباتشي في مأرب.
وأفادت مصادر بمقتل 16 من ميليشيا الحوثي وقوات صالح في غارتين للتحالف على مواقع عسكرية في باب المندب غير بعيد عن ميناء «المخاء» بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد. وفي صنعاء قال شهود إن طائرات التحالف قصفت مستودعات ذخيرة وسلاح للقوات المتمردة على الرئيس عبد ربه منصور هادي. وكانت غارات سابقة استهدفت مواقع في «جبل النهدين» المشرف على دار الرئاسة جنوب صنعاء. كما شن طيران التحالف أمس 20 غارة تقريباً على معسكر اللواء 117 المعروف بلواء المجد في مديرية مكيراس. وتشهد المنطقة منذ مدة اشتباكات بين المقاومة من جهة وبين قوات الحوثي وصالح من جهة أخرى. وقالت مصادر محلية إن الغارات على اللواء 117 أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي وحلفائها. وكانت مروحيات تابعة للتحالف قصفت في وقت سابق معسكراً لهذه القوات قرب بلدة بيحان بمحافظة شبوة بالقرب من الحدود مع محافظة البيضاء وسط اليمن.
وكانت مقاتلات للتحالف استهدفت قبل ذلك رتلاً للحوثيين وقوات صالح في المنطقة.
يذكر أن المقاومة والجيش اليمنيين طردا مؤخراً الحوثيين وحلفاءهم من عدن ولحج والضالع وأبين ومن معظم محافظة شبوة، وجميعها في جنوب اليمن. وبالتوازي مع ضربات التحالف، أفادت مصادر من المقاومة الشعبية في محافظة إب وسط اليمن بأن المقاومة استعادت السيطرة على مواقع يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح في منطقة الصلبة.
وأضافت المصادر أن المقاومة شنت هجوماً مفاجئاً على المواقع استولت خلاله على معدات وأسلحة ثقيلة. وكانت المقاومة استعادت مؤخراً بلدات وقرى في محافظات إب وذمار والبيضاء، وسيطرت على مديرية العتمة في ذمار لتصبح على بعد مائة كيلومتر تقريباً من صنعاء.
بيد أن الحوثيين وحلفاءهم شنوا هجمات مضادة في المناطق التي خسروها، وهم يسيطرون على معظم تلك المحافظات الثلاث. وفي تعز قال ناشطون إن مدنيين قتلا وأصيب 13 في تجدد قصف الحوثيين أحياء سكنية بالمدينة. ودارت اشتباكات في محيط القصر الجمهوري مما أسفر عن قتلى في صفوف الحوثيين والمقاومة.
ويشن تحالف عربي بقيادة السعودية منذ مارس الماضي حملة ضد المتمردين الحوثيين الذين انطلقوا في يوليو 2014 من صعدة شمال اليمن ودخلوا صنعاء بعد شهرين ثم طردوا الحكومة مطلع العام الجاري. من جهة أخرى، حملت منظمة «مراسلون بلا حدود» ميليشيات الحوثيين مسؤولية الانتهاكات التي ترتكبها بحق الصحافيين، وذلك في تقرير أشارت فيه إلى أن 11 صحافياً محتجزون لدى المتمردين.
وقالت المنظمة إن الاختطاف المنهجي للصحافيين الذين ينتقدون الحوثيين يدل على عزم المجموعة المتمردة تشديد قبضتها على السلطة وقمع معارضيها.
وأوضحت أنه تم اختطاف 9 من 11 صحافياً في يونيو الماضي من فندق في صنعاء تعرض لهجوم من قبل الحوثيين. مشيرة إلى أن مصير هؤلاء الصحافيين لايزال مجهولاً.
وأشارت إلى أن «الاختطاف المنهجي للصحافيين الذين ينتقدون الحوثيين يدل على عزم هذه المجموعة المتمردة لتشديد قبضتها على السلطة وقمع معارضيها».
ولفتت المنظمة إلى أن «أكثر من 100 صحيفة ما بين يومية وأسبوعية حكومية أو حزبية وأهلية توقف صدورها في صنعاء عدا صحيفة «اليمن اليوم» التابعة لنجل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وصحف يومية وأسبوعية تابعة وموالية لجماعة الحوثيين».