عواصم - (وكالات): شن الطيران التركي غارات ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا هي الأولى ضمن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف، ببينما استؤنفت الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام السوري ومقاتلو المعارضة في 3 بلدات سورية، هي مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال البلاد، صباح أمس.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية «أن طائراتنا الحربية باشرت شن عمليات مشتركة مع طائرات التحالف على أهداف لـ «داعش» الذي يشكل تهديداً كذلك لأمن بلادنا». وكانت تركيا التي اتهمت لفترة طويلة بالتساهل حيال متطرفي «داعش»، أطلقت نهاية يوليو الماضي «حرباً ضد الإرهاب» على جبهتين مستهدفة بصورة خاصة متمردي حزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية وشمال العراق حيث للحزب معاقل.
والأسبوع الماضي، طالب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر تركيا القيام بـ «المزيد» في مجال محاربة «داعش» عبر المشاركة الكاملة في الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.وقال كارتر إنه يتعين على تركيا التي انضمت مؤخراً إلى التحالف الدولي أن تشارك بطائراتها في الهيئة العسكرية «ايه تي او» التي تتولى تنسيق الغارات على التنظيم المتطرف. وقد أعلنت أنقرة وواشنطن التوصل في 24 أغسطس الماضي إلى اتفاق على آليات التعاون العسكري والفني بينهما ضد الإرهابيين.
وما دفع أنقرة إلى التحرك اعتداء أوقع 33 قتيلاً من الناشطين الشباب المدافعين عن القضية الكردية في 20 يوليو الماضي في سوروتش جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية ونسب إلى «داعش».
وأوضحت وزارة الخارجية التركية أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية هو موضوع أساسي على صعيد الأمن القومي بالنسبة لتركيا وهذه المكافحة ستتواصل بحزم».
من ناحية أخرى، استؤنفت الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام السوري ومقاتلو المعارضة في 3 بلدات سورية صباح أمس، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان بدأ الخميس الماضي العمل بوقف لإطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال سوريا، بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة بين قوات النظام وحلفائه من «حزب الله» الشيعي اللبناني وفصائل معارضة.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تم انتهاء الهدنة في الفوعة، وكفريا، وزبداني».
وأكد أمين عام حزب التضامن محمد أبو القاسم الذي فوضته الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات وعودة العمليات العسكرية إلى البلدات الثلاث. وأشار أحد أعضاء المجلس المحلي لمدينة الزبداني إلى تعرض بلدة مضايا المجاورة للزبداني لقصف عنيف بعد فشل المفاوضات. وقال أحد سكان بلدة كفريا «إن عشرات القذائف تتساقط على البلدة».
ويحاصر مقاتلو المعارضة بينهم عناصر من «جبهة النصرة» - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا بلدتي الفوعة وكفريا بشكل كامل منذ نهاية مارس الماضي.
ولم يعد للنظام تواجد ملموس في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام وحزب الله، ومطار أبو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.
ويأتي الحصار رداً على تضييق الخناق والهجوم العنيف الذي شنته القوات النظامية المدعومة من «حزب الله» على الزبداني الحدودية مع لبنان.