قدّم برنامج المواطنة البيئية الكونية التابع لجمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية ورشة عمل بعنوان «الكون موطني « لمجموعة من الشباب. استهدفت الفعالية الشباب والشابات من المرحلة الدراسية الإعدادية والثانوية تجاوز عددهم الأربعين مشاركاً. وتضّمنت الورشة أنشطة عديدة بيّن فيها بأننا نعيش في زمنٍ تتصاعد فيه التغييرات المناخية بوتيرة سريعة، فترتفع درجة حرارة الأرض وتتضاءل المساحات الخضراء وتموت آلاف الحيوانات، وينقرض الكثير منها، ولا أحد يحرّك ساكناً! كما نواجه تحديات خطيرة ليست في الطبيعة فحسب، بل حتى في الطِباع البشرية التي غلب عليها الشَرَه والجشع فعمدت إلى استنزاف ثروات الأرض وأساءت استخدامها، متناسية كل القوانين الطبيعية والموازين التي وضعها الخالق من أجل تنمية هذه الثروات واستدامتها. وركّزت الورشة على أنه لا يوجد تعريف معتمد لمصطلح «المواطنة الكونية» إلا أنه يجب الإيمان بأن المواطنة الكونية هي الشعور بالوعي والانتماء والمسؤولية تجاه الأرض، حيث إن كل فرد هو مؤثر ومتأثر بما يحدث حوله بغض النظر عن التقاسيم الجغرافية للدول فهي طريقة تفكير وسلوك ونظرة للحياة أساسها الإيمان بأنه يمكننا أن نؤثر في إصلاح وضع العالم المتدهور اليوم ليكون مستداماً ومكاناً أفضل للجميع دون استثناء، وبذلك فالمواطنة الكونية تشمل الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، وتعالجها كقضايا ذات مستوى عالمي وليست خاصة بمنطقتها.
كما تطرّقت الورشة أيضاً لمواصفات المواطن الكوني وكيف يمكن تمكينه بالمعرفة ،بالقيم والمهارات، بالحقوق والمسؤوليات وبقياس البصمة البيئية له.
جدير بالذكر أن المشاركين أبدوا تفاعلاً ممتازاً في الأنشطة المختلفة، كما خرج المشاركون بأفكار ومشاريع تحثّهم على العمل بشكل أكبر تجاه المفاهيم والقيم الإنسانية والوعي بأهميتها وممارستها على الدوام. فالهدف الرئيس للورشة هو أن مفهوم المواطنة الكونية يبقى نظرياً وجامداً ما لم ينتج عنه طريقة تفكير وثقافة تترجم في ممارسات حياتية يومية تعكس مدى إيمان الفرد بهذا المفهوم وتحقّق الأثر المأمول للفرد في شتى المجالات على عدة مستويات كمواطن كوني ينتمي لموطنه الأكبر «الكون».