حينما توجه الطبيب البحريني محمد العبيدلي إلى مقهى بلندن تلبية لرغبة طبيب كوري لم يخطر بباله سبب توجيه الدعوة. فوجئ العبيدلي حينما استقر على كرسيه بالشخص القادم من سول عاصمة كوريا الجنوبية يخرج له كتاباً، يغلب على غلافه اللون الأخضر المُزرق ويطلب منه أن يوقعه. وبتمعن أكثر تعرف على نسخة من مؤلَّف له أصدره بالإنجليزية عام 2011 بعنوان ”السجلات الطبية الشخصية: دليل للأطباء“، وهو أول كتاب من نوعه يصدر في موضوعه على مستوى العالم.
ويتبنى الكتاب مبدأ أن إبقاء السجلات الطبية الشخصية ليديرها المرضى بأنفسهم هو مفتاح العلاقة الناجحة بين الطبيب والمريض. فبذلك تضحي حينها السجلات بمثابة خيط الاتصال الرئيس المنتظم حين التنقل بين مختلف الجهات الطبية التي تعنى بالمريض. ولكن التسمية: ”سجلات بإدارة المرضى“، بحد ذاتها تمتلك القدرة لبث الفزع وسط الطبيب والمريض معاً. فترتسم أسئلة: هل ستكون السجلات مكتملة؟ وهل ستبقى طي الكتمان؟ وكيف سيمكن الاطلاع عليها؟
وتثير تلك السجلات قلقاً أكثر للطبيب حين التنفيذ: كيف سيمكن إدخال وقت التعامل مع سجلات مرتبطة بالشبكة العنكبوتية ضمن وقت الطبيب المزدحم أصلاً؟ وكم ستتطلب من جهد مخصص لينفق على تقنية المعلومات، وهل سيعوض الأطباء مالياً إزاء استخدامهم لعمل إضافي ضمن وقتهم؟، وبصدور الكتاب يمكن للعاملين بالقطاع الصحي أن يحصلوا على إجابات شافية لكل هذه الأسئلة.
ولكون مؤلف الكتاب محمد العبيدلي طبيباً وقد طور برنامجاً لتفاعل المرضى مع الأطباء، يبين كتاب السجلات الطبية الشخصية: دليل للأطباء كيف يمكن لمسؤولي الخدمات الصحية تحقيق الفائدة القصوى من سجلات مرضاهم وكيف يمكن وضع المعلومات قيد استخدام جيد، وبما يساعد المريض والطبيب نفسه لتحقيق نتائج أكثر فعالية وكفاءة في أي حالة طبية.
يذكر أن الترجمة إلى الكورية ربما تكون أول ترجمة لكتاب علمي ألفه عربي إلى تلك اللغة.
يذكر أن العبيدلي حافظ وللمرة الثالثة على التوالي على بروزه في قائمة المائة طبيب الأكثر تأثيراً في بريطانيا للعام 2015، وذلك ضمن فئة الاختراعات. وتختار القائمة وتديرها: مجلة الخدمات الصحية في بريطانيا.وقد أدرج اسمه لقاء عمله كمؤسس ومدير تنفيذي أول لشركة بي كي بي (بيشنتس نو بيست) وهي شركة ذات نشاط اجتماعي، وتشكل التطبيق الفعلي لكتابه عن السجلات الطبية التي يديرها المرضى.