جاء من حيث الأرض التي يحلم بعودتها كل عربي، من فلسطين، من أرض الحب والحياة. جاء إلى البحرين حاملاً معه غصن زيتون السلام والفن والموسيقى والجمال.
هكذا وصل إلى مملكة البحرين الفنان الفلسطيني الشاب ونجم برنامج "عرب آيدول" محمد عساف، ليطرب العرب في أمسية فنية تعدت المسافات والحدود الجغرافية والمدى، نحو ما يمكنه أن يكون سلاماً داخلياً فنياً.
أحيا الفنان محمد عساف أولى حفلاته الفنية في مملكة البحرين، مساء اليوم الأحد، على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض.
مقدماً إلى جمهوره باقة فنية متنوعة من الأغاني الخليجية والشامية والفلسطينية، معلناً معهم خوض تجربة الغناء الخليجي، إيماناً منه بأهمية الفن العربي الذي يمتد بوتره من المحيط إلى الخليج.
وبحضور مبهج، امتلأت به القاعة كاملة، وتصفيق حار وترحيب عميق، شدا الفنان محمد عساف أغنياته، متفاعلاً مع الجمهور البحريني والعربي الذي حضر الأمسية الفنية، باحثاً عن الطرب العربي الفلسطيني، الذي استطاع أن يوحد قلوب العرب نحو فلسطين وأهلها.
سبق الأمسية الفنية مؤتمرٌ صحافيٌ، حضره عدد من الإعلاميين البحرينيين والأجانب في مملكة البحرين، تنوعوا ما بين الصحافة ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء، كلهم قدموا إلى الصوت الفلسطيني الشاب، ليتفاعلوا معه إعلامياً بحجم حضوره.
قدم المؤتمر الصحافي مستشار وزيرة الثقافة الدكتور إيلي فلوطي والذي رحب باسم وزيرة الثقافة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وجميع العاملين في الوزارة والقائمين على مهرجان صيف البحرين، رحب باسمهم جميعاً بضيف المملكة الفنان محمد عساف، وترك له المجال ليجيب على أسئلة الإعلام المتعطش.
أما الفنان محمد عساف، فقد بدأ كلمته في المؤتمر الصحافي معبراً عن شعوره الرائع بتواجده في البحرين، وقد أشاد بالاستقبال المميز وكرم الضيافة البحرينية. وقال عساف بأنه سيغني مجموعة من الألوان الشامية و الخليجية خلال الحفلة، واعتبر حفلته في البحرين مكسباً للتعرف على ثقافات جديدة. (...) كما قال عساف بأنه كفنان فلسطيني قد حصد نجومية بعد فوزه في برنامج (عرب آيدول) ولفت أنظار العالم العربي، وحصد العديد من الجوائز والتكريمات، وهو يتمنى أن يستطيع خدمة قضيته، القضية الفلسطينية.
كذلك باح عساف بأمنيته إلى الإعلام في البحرين، وقال بأنه يتمنى الغناء عن المرأة وحقوقها، خصوصاً فيما يتعلق بالميراث مثلاً، واعتبر بأن فكرة كهذه تعتبر إضافة إلى الفن العربي، أي أن يبحث الفنان عن قضية ليتبناها وأن لا يقتصر الفن على حب الحبيب لحبيبته، بل يتعداه إلى حب كل شيء، الأهل والأصدقاء والوطن. وأضاف "كنت أحلم أن أكون نجماً، لكن اليوم طموحي أكبر .. أن أقدم شيئاً مختلفاً، أكثر من مجرد أضواء وفيديو كليب وشهرة، أتمنى استغلال الفن لخدمة قضايا المجتمع العربي".
كما كشف عساف خلال المؤتمر الصحافي عن تعاونه مع الملحن ناصر الصالح، وذلك من خلال ألبومه القادم، والذي سيقدم فيه 10 أغانٍ شامية وفلسطينية وخليجية. (...) وعلى صعيد آخر أسف عساف على شكوى رئيس الوزراء الإسرائيلي ضده بسبب أغنية "يا طير الطاير"، وقال إن تلك الشكوى دليل على تأثير الفن العربي واعتراف بحقوق الفلسطينيين بأرضهم.