عواصم - (وكالات): في تطور محوري للعمليات العسكرية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، أفادت مصادر بأنه بدأت فجر أمس أكبرعملية قتالية برية لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، في بعض مناطق محافظة مأرب حيث يسيطر المتمردون الحوثيون وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فيما قُتل 33 عنصراً من ميليشيات الحوثي في مواجهات مع المقاومة الشعبية في منطقة الضباب غرب تعز. وقد ردت ميليشيات الانقلابيين بقصف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وتدمير عدد من المنازل في بعض الأحياء. إنسانياً، وقعت السعودية اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لتقديم المساعدات إلى اليمن، حيث قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بحسب الاتفاقية، مساعدات بقيمة 221 مليون دولار من أجل تقديم الخدمات الصحية الشاملة لكل مناطق ومحافظات اليمن.
وأفادت مصادر عسكرية في محافظة مأرب موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بدخول عشرات المدرعات والدبابات في مواجهات عنيفة لأول مرة في المحافظة مع الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري.
و أكدت المصادر أن العملية البرية تأتي بالتنسيق مع المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش الوطني الموالي للحكومة بعد اكتمال وصول 4 دفعات من الأسلحة الثقيلة الحديثة من قوات التحالف بقيادة السعودية عبر منفذ الوديعة البري الى محافظة مأرب خلال الأيام القليلة الماضية. ووفقاً للمصادر العسكرية فإن تجهيز مطار عسكري في منطقة صافر النفطية الذي يمكن أن تسخدمه طائرات أباتشي تابعة لقوات التحالف في العمليات القتالية ضد الحوثيين، قد اكتمل.
كما وصلت إلى المنطقة بمحافظة مأرب تعزيزات عسكرية تضم نحو 130 آلية منها دبابات ومدرعات وآليات مختلفة، بعد وصول 3 دفعات سابقة إلى صافر بما فيها مروحيات أباتشي.
القوات في مأرب ارتفع عددها ليبلغ الآلاف من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، هذا فضلاً عن توفير التحالف للاحتياجات اللوجيستية للمعارك، بما فيها المستشفيات الميدانية المتنقلة. ويرى خبراء أن معركة مأرب والجوف ستكون شاملة، وربما تتزامن مع إنزال عسكري ودعم للمقاومة في تعز لحسم المعركة هناك والتوجه لمحافظات أخرى ربما تكون الحديدة إحداها، كونها تمثل الجهة الغربية لصنعاء وأحد المحاور المتوقعة للهجوم عليها.
وفي تطور آخر، قُتل 33 عنصراً من ميليشيات الحوثي في مواجهات مع المقاومة الشعبية في منطقة الضباب غرب تعز. وقد ردت ميليشيات الانقلابيين بقصف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وتدمير عدد من المنازل في بعض الأحياء.
في غضون ذلك أيضاً، تقوم ميلشيات الحوثي وصالح بحملة دهم واعتقالات واسعة في صنعاء ضد نشطاء وسياسيين، وقد تم اعتقال 50 شخصاً، في وقت انتشرت فيه الميلشيات في بعض الشوارع بشكل كثيف وتم إغلاق بعض الأحياء، يأتي ذلك مع تعزيزات عسكرية كبيرة للتحالف وصلت إلى مأرب، استعداداً لحرب وشيكة لتحرير محافظتي الجوف ومأرب والاستعداد لمعركة تحرير صنعاء المرتقبة.
حالة ذعر وتصرفات هستيرية تمارسها ميلشيات الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء، حيث تقوم بحملات دهم واعتقالات لناشطين وسياسيين. وانتشرت الميليشيات بشكل كثيف في بعض أحياء صنعاء منها السنينة ومذبح والستين، كما أغلقت أحياء أخرى فيما تم نشر دبابات وآليات عسكرية في الشوارع. تلك الممارسات تعكس بحسب مراقبين قلق تلك الميلشيات من الأنباء التي تتحدث عن قرب معركة تحرير صنعاء، والاستعدادات الكبيرة التي تجريها قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة.
وعلى الجانب الإنساني، وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لتقديم المساعدات إلى اليمن، حيث قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بحسب الاتفاقية، مساعدات بقيمة 221 مليون دولار من أجل تقديم الخدمات الصحية الشاملة لكل مناطق ومحافظات اليمن.
وأوضح المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، أن الاتفاقية تُعنى بإنقاذ المرضى في اليمن، وتقديم برامج دعم وتأهيل المستشفيات في كل المحافظات.
من ناحية أخرى، أكدت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» الإنسانية، أن مستشفى «السبعين» للأمومة والطفولة في العاصمة اليمنية صنعاء يعالج فيه مئات الأطفال والحوامل قد يضطر إلى الإقفال بسبب نقص المحروقات والأدوية.
وقال نائب مدير مستشفى السبعين هلال البحري إن «الوضع حرج»، موضحاً أنه «إذا ما أغلق هذا المستشفى، فسيموت أطفال ونساء»، كما جاء في بيان أصدرته المنظمة غير الحكومية التي تدعم المستشفى.
وذكرت المنظمة أن أكثر من 15 مليون شخص محرومون من العناية الطبية الأساسية في اليمن.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف مليون طفل سيعانون من سوء تغذية حاد هذه السنة.