أنت في الليل تغادرك أحلام النهار دون أن تخلف وراءها الظنون وفي النهار ترحل عنك أحلام الليل وتفاصيلها لا تتذكر أين كنت ولا ما فعلت، تارة بأعين مفتوحة وتارة بأعين مغلقة أنت تحلم، لياليك تحولت أياماً وأيامك انقلبت ليالي، وأحلامك تحولت أفكاراً وأفكارك تجسدت أحلاماً، فلا قيمة لمشهد مر في خيالك لمحة ثم اختفى كأنه لم يكن فلم يعد له وجود. حياتك أصبحت وهماً وأيامك جميعها أحلام.إنها لم تساعدك يوماً على أن تذوق طعم الحب الحقيقي ولو لمرة لأنها تغريك حتى تسير بك على دروب أهدافها سراب فلا تجد لها من نهاية، هي تخادعك وتمنحك الأماني لذا كانت هي الوهم من البداية. إنها حياتك ليست سوى مشهد ادعى الوجود لكنه في الحقيقة ليس بموجود لأنها لا تقدم لك سوى انعكاسات واسقاطات وأنت فيها مجرد تائه.ابحث عن الذي يجلس في داخلك في صمت، فحين تعرف من الذي ينظر من خلال عينيك سوف تدير ظهرك للمرآة التي تعكس قصة حياتك فلا شيء حقيقي فيها لا الصورة التي تعكسها المرآة حقيقية ولا الواقف أمام المرآة حقيقي، إنها مجرد أوهام، لكنه شيء واحد حقيقي هو الذي يعي بأنه يقف أمام المرآة، هو أنت الذي يعلم حقاً بأن المرآة لا تعكس أبداً صورته.علي العرادياختصاصي تنمية بشرية
970x90
970x90