قالت رئيس وحدة المؤيد لعلاج وتأهيل مرضى الاعتمادية «الإدمان» الاستشارية د.معصومة عبدالرحيم، خلال محاضرة بعنوان «الحياة حلوة بدون مخدرات» نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، إن العلاج الدوائي والتأهيلي والأسري من أنجح علاجات الإدمان.
وأشارت د.معصومة عبدالرحيم إلى أن مشكلة الإدمان أصبح يطلق عليها مصطلح الاعتمادية، وهو التعود الشديد على استعمال إحدى المواد أو العقاقير المخدرة أو المنبه بحيث لا يمكن للمدمن الانقطاع عن هذه المواد، وتصاحبها أعراض نفسية وعضوية تختلف باختلاف المادة المخدرة أو المنبه.
وتحدثت حول مدى تأثير الإدمان وعواقبه من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى ما ينقله الإدمان من أمراض معدية كالتهاب الكبد الوبائي ومرض نقص المناعة HIV والإيدز بسبب الإبر الملوثة، وحالات الوفاة بالجرعة الزائدة، مضيفة أن المريض المدمن يستطيع أن يعيش حياة كريمة فعلاً ولكن بشرط أن يتوفر الدواء العلاجي، وخلال رحلة علاجه عليه أن يعترف أن لديه مشكلة إدمان، ويشعر أنه يحتاج للعلاج من خلال أخذ القرار في بدء العلاج، ومن هنا يأتي دور الأسرة والمجتمع ومراكز علاج الإدمان والتأهيل عن طريق إعطاء المدمن الخيارات المتاحة أمامه لتلقي العلاج.
وذكرت عدد من العلاجات التي تستخدم لمرضى الإدمان، كالعلاج الدوائي الذي نصحت به منظمة الصحة العالمية وأثبتت الدراسات من قبل المنظمة أنه من أنجح العلاجات المقدمة كدواء الميثادون، والذي يمنع الأعراض الانسحابية ويقلل من الرغبة لدى المتعاطي وبالتالي يمنع تعاطي المخدرات، ويقلل من ارتكاب الجريمة، ويقلل من نسبة الوفاة بالجرعات الزائدة ويقلل من الأمراض المعدية، أما العلاج التأهيلي فإنه يعمل على إعادة بناء إنسان جديد مرة أخرى، من خلال عمل برنامج يساهم في بناء شخص متعافٍ كمهارات حل المشاكل، ومهارات التواصل، ومهارات السلوك المعرفي، والاسترخاء، إضافة إلى العلاج الأسري الذي يقوم على إجراء جلسات أسرية خاصة مع من لديه علاقة مباشره مع المريض وذلك بالتعاون مع الأخصائيين.
وأوضحت أن وحدة المؤيد لعلاج وتأهيل مرضى الاعتمادية ينظم كل يوم أربعاء لقاء مع الأهالي وذلك لزيادة التواصل والتعاون لكل ما فيه مصلحة للمريض المتعافي حتى يصبح مواطناً منتجاً يسهم في بناء وطنه ورفع رايته.
وقال النائب جلال محفوظ، في مداخلة خلال المحاضرة، إن لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ستعمل على تلبية المزيد من طموحات المتعافين والقائمين على برامج التعافي من الإدمان لتحقيق رؤيتهم وتطلعاتهم.
وأشار إلى المسؤولية التي تقع على عاتق مؤسسات المجتمع لمواجهة مشاكل تعاطي المخدرات والتي باتت مشكلة عالمية مما يستوجب تكاتف جهود الجميع لوضع الحلول وتقديم أفضل الرعاية والمساعدة لمرضى الإدمان، ويأتي بعدها تأهيل المتعافين ودمجهم مع المجتمع وتأمين حصولهم على حقوقهم الاجتماعية كالحصول على وظائف ملائمة وبشكل ميسر، وكذلك حقهم في التعليم.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مجلس عبدالرحمن كانو الثقافي علي خليفة، أن المركز يولي أهمية للتعاون والتواصل مع المحاضرين والمبدعين والمختصين في المؤسسات والهيئات في المملكة وذلك من خلال تنظيم وإقامة الملتقيات والمحاضرات لمعالجة مجمل القضايا وطرح مختلف الأفكار عبر حوارات مفتوحة.