{{ article.article_title }}

المقاطعة الحقيقية هي قول وفعل في وجه الذين يستغلون ظروف المواطن عندما تكون هناك زيادة في الرواتب أو مكرمات، فهناك قصة حدثت في الأرجنتين مثلت وقفة ضد الظلم من شعب اتفق على كلمة واحدة (المقاطعة الحقيقية)، فهذه دروس من مواقف الشعوب الواعية أمام الأزمات المعيشية.
في صباح أحد الأيام من سنة 2008 استيقظ الشعب الأرجنتيني وإذا بسعر البيض قد ارتفع بدرجة كبيرة وبصورة مفاجئة حيث اتفق تجار الدواجن والبيض وبصورة سرية وغير مبررة على رفع سعر البيض كلهم مرة واحدة، ولما لم تحرك الحكومة ساكناً قرر المواطنون ومن خلال تنسيق بسيط أن يعيدوا الأمور إلى نصابها الصحيح بأنفسهم فماذا حصل بعد ذلك، لقد كان المواطن الأرجنتيني ينزل إلى البقالات ويأخذ البيض وعندما يجد سعره لايزال مرتفعاً فإنه يعيده إلى مكانه ويتركه في السوق (خلوه يفسد) فما الذي حصل بعد ذلك؟؟
بعد أيام تأتي سيارات التوزيع الخاصة بشركات الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض ولكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحلات يرفضون إنزال أي كميات جديدة نظراً لأن البيض الذي لديهم مازال كما هو لم ينقص لأن الناس عزفوا عن الشراء، فقام التجار بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنون لشراء البيض.
انتظر التجار أياماً وانتظر الشعب أياماً....وانتظروا ولكن هل تعلمون من هو الخاسر في فترة الانتظار هذه؟ هل هم المواطنون الذين يأكلون البيض أم التجار الذين رفعوا سعر البيض، ولا تنسوا أن الدجاج خلال فترة الانتظار مازال يبيض وتورط التجار بالبيض الذي ملأ الدنيا فقد تكدس في الثلاجات والمخازن والمستودعات والمحلات وبعد عدة أيام اتفق التجار على بيعه بسعره السابق قبل الارتفاع، ولكن الشعب الأرجنتيني رفض أن يشتري البيض مرة أخرى وذلك لكي يتأدب التجار ولا يعودوا لمثلها، فعاد التجار وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى ولكن الشعب الواعي لم يشتري البيض فكادت عقول التجار أن تزول، فالخسائر تتراكم والموت قادم.....أخيراً وبعد كل هذا اتفق التجار الخاسرون بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث، وأصبح الشعب الأرجنتيني المتكاتف فائزاً في معركته مع التجار، وفائزاً بأنه يشتري البيض بخصم كبير في سعره الأصلي.
المطلوب أخي العزيز من هذه القصة، أن يتخذ المسلم العاقل ما نهجه أهل الأرجنتين، فنحن في مملكة البحرين يجب علينا أن نتكاتف ونواجه هذا النوع من الاستغلال ونكون على يد واحدة وننقذ ما يمكن إنقاذه.

الناشط الاجتماعي
صالح بن علي