عواصم - (وكالات): تواصل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والمقاومة الشعبية حشد تعزيزات عسكرية ضخمة بمحافظة مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء استعداداً لمعركة الحسم، وبدء عملية تحرير المدينة من قبضة مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بينما أفاد شهود عيان بأن طيران التحالف شن 4 غارات جوية على مواقع مليشيات الحوثي في منطقة ضحيان بمحافظة صعدة المعقل الرئيس لمليشيات المتمردين، كما شن طيران عدة غارات جوية على الكلية الحربية شمال صنعاء، واستأنف قصف قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي بعدة غارات جوية، فيما ذكرت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي أن عشرات الدبابات والمدرعات والمئات من الجنود اليمنيين الذين تلقوا تدريبات عسكرية في السعودية بدؤوا مشاركة فعلية في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري.
وغادرت مئات الأسر والعائلات صنعاء بعد تصاعد مخاوف المدنيين من بدء المعركة التي تعد لها قوات الشرعية الموالية لهادي، وتسعى من خلالها لاستعادة العاصمة السياسية ومرافق ومؤسسات الدولة السيادية من أيدي مليشيات الحوثيين الانقلابية وقوات المخلوع.
وشقت الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية لقوات الشرعية طريقها باتجاه صنعاء التي أكد هادي أنها الهدف الأهم للمقاومة والجيش الوطني والتحالف العربي، لإسقاط الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وبسط السيطرة على كامل أراضي البلاد بما فيها محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي.
وأكد السكرتير الصحافي بمكتب رئاسة الجمهورية مختار الرحبي أن الرئيس هادي عقد العزم على بدء عملية تحرير العاصمة صنعاء، وأشار إلى أن «رئيس الجمهورية عقد اجتماعاً مع مستشاريه مؤخراً، وتمت الموافقة على خطة تحرير صنعاء».
وقال الرحبي إن الرئيس هادي أكد في أكثر من مناسبة أن عملية «السهم الذهبي» لن تقف في منطقة محددة، بل تستمر حتى يتم تحرير كافة مناطق الجمهورية وتعود صعدة وكافة المحافظات إلى «حضن الدولة».
ووفق الرحبي، فإن «عملية تحرير صنعاء ستكون مفاجئة للجميع وسيسقط الانقلاب الحوثي» كما أن «التعزيزات العسكرية في محافظة مأرب ستستمر وحتى البدء بساعة الصفر لمعركة تحرير العاصمة».
وكانت تعزيزات عسكرية كبرى وصلت إلى محافظة مأرب، من معبر الوديعة، قدمتها قوات التحالف لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، على 4 دفعات ضمت عشرات الآليات المدرعة والمركبات العسكرية الحديثة.
وأكدت مصادر يمنية أن الهدف من الحشد العسكري لقوات الشرعية والتحالف بمأرب هو الاستعداد لخوض معركة الحسم وتحرير صنعاء، والذي سيبدأ بطرد ميليشيا الحوثي وصالح من أطراف مأرب وشبوة، واستعادة محافظة الجوف ثم الانطلاق نحو صنعاء عبر محاور متعددة.
وقدرت مصادر عدد الآليات العسكرية التي وصلت مأرب بنحو 500 آلية تضم دبابات ومدرعات وعربات وناقلات جند ومنظومات صواريخ متقدمة، إلى جانب 8 مروحيات من نوع «أباتشي» وصلت إلى مطار صافر، والتي سيعهد إليها بمهمات قتالية خلال الزحف نحو العاصمة صنعاء.
ويرى خبراء عسكريون أن خطة قوات الشرعية لتحرير صنعاء تبدأ بضرب حصار عليها، وضعضعة الدفاعات الحوثية وتدميرها، والانطلاق من 3 محاور، الأول ينطلق من مأرب باتجاه الجوف وصعدة، والثاني من الجوف باتجاه عمران، والثالث من مأرب باتجاه منطقة نهم وأرحب، خاصرة صنعاء الشمالية، وفق العميد المتقاعد محسن خصروف.
ولا يستبعد أن تفتح جبهة جنوبية من اتجاه ذمار بعد تحرير تعز وإب، وجبهة غربية تنطلق من محافظة الحديدة بإقليم تهامة، بينما يتوقع أن تشارك المقاومة الشعبية من داخل العاصمة نفسها لمساندة التحرك الخارجي، وحسم المعركة بأقصى سرعة.
وعبر مواطنون عن أملهم في انسحاب ميليشيا الحوثي وقوات صالح من صنعاء، وتسليم المدينة دون قتال.
وتبدو المخاوف حقيقية وكبيرة بأوساط المدنيين من سكان صنعاء، الذين يخشون من آثار وتداعيات أي معركة داخل العاصمة على ممتلكاتهم ومنازلهم ومتاجرهم، وتعرضها للدمار والخراب، وحتى السرقة والنهب.
ويرى قطاع واسع من الشارع اليمني بأن معركة صنعاء المرتقبة محسومة النتائج، فالانتصار «المحتم» لقوات الشرعية والمقاومة الشعبية، والهزيمة الساحقة «باتت يقيناً» تعكسه الممارسات «الهستيرية» لميليشيا صالح والحوثيين بحق عشرات المواطنين الذين يتعرضون للاعتقال والملاحقة وكأنهم في ظل احتلال أجنبي يخشى انضمامهم للمقاومة والانتفاض ضد هيمنتهم.
في المقابل، يقول شهود إن الحوثيين والمخلوع يبدون تعنتا وغطرسة، ويعدون لمعركة صنعاء بحفر الخنادق وزرع الألغام، بمحيط العاصمة وفي مداخلها الشرقية والشمالية وحتى الجنوبية والغربية، ويوزعون الأسلحة لأتباعهم وأنصارهم، إلا أن محللين يرون أن الحوثيين «خسروا الحرب ويحفرون قبورهم بأيديهم».
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس هادي أن عشرات الدبابات والمدرعات والمئات من الجنود اليمنيين الذين تلقوا تدريبات عسكرية في السعودية بدؤوا مشاركة فعلية في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري.
وذكرت المصادر أن القوات بدأت زحفاً برياً باتجاه منطقتي صرواح والجفينة.
وتزامن ذلك مع غارات جوية كثيفة نفذتها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية لمساندة القوات الموالية لحكومة الرئيس هادي.
كما تعرضت قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة اليمنية لأعنف غارات جوية تشنها مقاتلات التحالف بقيادة السعودية. ووفقا لمصادر عسكرية وشهود عيان قصفت مرافق ومخازن القاعدة الجوية بعشرات الصواريخ التي أحدثت انفجارات هائلة دوت في أرجاء صنعاء.
وتأتي تلك الغارات بعد ساعات من عملية فاشلة لإطلاق صاروخ حراري مضاد للطائرات نفذها الحوثيون من تلك القاعدة الجوية.
وأفشل مقاتلون موالون للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا محاولة تسلل كبيرة للحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبدالله صالح بعد أن شنوا هجوماً من عدة محاور اشتركت فيه دبابات وعربات مدرعة لاقتحام الأحياء والمواقع التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية في مدينة تعز جنوب البلاد.
وقالت مصادر عسكرية موالية للحكومة إن 40 جثة للحوثيين وقوات الحرس الجمهوري مازالت متناثرة في المناطق الغربية لمدينة تعز وإن المقاوم استدعت لجنة الصليب الأحمر الدولي لانتشال تلك الجثث.
وأعلن قائد المقاومة الشعبية في تعز حمود المخلافي مقتل 120 مسلحاً حوثياً وأسر 90 آخرين في مواجهات عنيفة على مدى اليومين الماضيين في جبل صبر الاستراتيجي المطل على مدينة تعز.
واستمرت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية في شن غارات كثيفة على مواقع الحوثيين داخل مدينة تعز وعلى التلال التي تنتشر فيها دبابات الحوثيين ومنصات إطلاق الصواريخ التابعة لهم.
وتزامن ذلك مع استمرار القصف المدفعي الذي يشنه الحوثيون للأسبوع الثالث على التوالي على أحياء المدينة وتسبب في مقتل وإصابة المئات من المدنيين بحسب تقارير طبية.
وانهار الجزء الأكبر من النظام الصحي في مدينة تعز وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي دعت لتجنيب المستشفيات من مخاطر القصف والاستهداف المتعمد للأطقم الطبية.
وكانت 5 من مستشفيات المدينة التي يقطنها قرابة المليون ونصف المليون شخص أعلنت وقف خدماتها الصحية بسبب تعرضها كما تقول لقصف مدفعي من الحوثيين واستهداف أطقمها العاملة.
واستمرت حركة نزوح السكان خارج مدينة تعز بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيون على دخول المواد الغذائية الى المدينة بسبب سيطرتهم على طرق الإمدادات كما فاقم انقطاع الإمدادات القادمة من الجنوب من الحصار المفروض على المدينة وسكانها.
وناشدت منظمات إغاثة محلية المجتمع الدولي بسرعة التدخل لإنقاذ حياة مئات الآلاف من المدنيين محصورين داخل أحياء مدينة تعز مؤكدة أنهم باتوا يعانون أوضاعا وصفتها بـ»المأساوية» بسبب نفاد الغذاء وبقائهم محصورين تحت القصف المدفعي العشوائي على أحيائهم السكنية.
من جهة ثانية، استهدف هجومان انتحاريان أحد مساجد الزيديين في صنعاء بحسب شهود أكدوا سقوط نحو 20 قتيلاً وعدد من الجرحى. وقال سكان إن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط المصلين بينما كانوا يغادرون المسجد في حي الجراف. وفي حين هرع مواطنون إلى المكان لمساعدة المصابين، قام آخر بتفجير سيارته المفخخة وفقاً للمصادر ذاتها. وفي وقت لاحق، أعلن تنظيم الدولة «داعش» مسؤوليته عن الهجومين.
من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقف أنشطة جميع موظفيها في اليمن بعد مقتل اثنين من موظفيها برصاص مسلحين شمال العاصمة صنعاء.