قرأت كتاب «الائتلاف والاختلاف.. أسسه وضوابطه» لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان - وهو من علماء المملكة العربية السعودية، ووجدت أنه من المناسب عرض بعض المقتطفات منه عبر المحاور التالية: اختلاف الأفهام تحت عنوان «اختلاف الأفهام وتوارد الخواطر عند المناقشات والمناظرات أمر فطري لابد منه» يقول الشيخ: اقتضت حكمة الله تعالى أن تختلف آراء الناس في صغير الأمور وكبيرها سواء في أمور الدين أو الدنيا، وسبب ذلك أنهم خُلِقُوا مختلفين في الفهم والعلم كما قال الله تعالى عن سليمان وداود – رضي الله عنهما: «ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حُكماً وعلماً»، كما إن الناس خلقوا مختلفين في الأمزجة والرغبات وفي القوة والضعف والصبر على العلم والعمل، فاختلاف الأفهام لا ينبغي أن يؤدي إلى اختلاف القلوب. واستشهد الشيخ بكلام الإمام الغزالي رحمه الله في «إحياء علوم الدين» عندما قال: «التعاون على طلب الحق من الدين، والتعاون على النظر في العلم وتوارد الخواطر مفيد ومؤثِّر ولكن له شروط وعلامات منها: أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معيناً لا خصماً، ويشكره إن أبان له عن خطأه وأظهر له الحق»، فلو تجردت النيات لصُفِّيَت المنازعات. كما إن الدين منح المخطئ أجراً والمصيب أجرين ووسِع الجميع في كنفه الرَحِب. وانتقد الشيخ الذين يجعلون من الاختلاف ذريعة لوصف المخالفين بالخروج أو المفارقة أو المروق من الدين دون الرجوع إلى القواعد الشرعية. وقد قسَّم الشيخ الاختلاف إلى قسمين في فصل بعنوان «حقيقة الاختلاف وأنواعه وأحكامه»: 1- اختلاف تنوع: مثل تفسير «الصراط المستقيم» قال بعضهم إنه القرآن وآخرون السُنَّة. 2- اختلاف التضاد: التي تكون فيه الآراء متعارضة كخلاف أهل السُنة مع أهل البدع تفسير أسماء الله الحسنى. حكم الاختلاف أما الحكم التكليفي للاختلاف فهو: 1- في أصول الدين: ومسائلة الرئيسة وفرعه مثل وجود الله تعالى ووحدانيته وكتبه والبعث ورؤية الله سبحانه في الجنة وفريضة الصلاة وحرمة الزنا فلا مجال للاختلاف فيها، ومن أنكرها فهو كافر بعد زوال موانع الكفر. 2- الفروع الاجتهادية التي قد تخفى أدلتها أو يُختلَف في ثبوتها، وهذه موضع الاختلاف وقد اتفق العلماء على جواز الاجتهاد فيها. أما في ما لا فائدة منه فلا ينبغي الاختلاف فيه. ثم قام الشيخ في فصل كامل بشرح أقسام الاختلاف من حيث الدوافع وهي العقل والهوى وآخر يتردد بين الراجح والمرجوح.