عواصم - (وكالات): أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه «مقتنع» بأن دولاً في الشرق الأوسط سترسل «في الوقت المناسب» قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، فيما قال محققون في جرائم الحرب يتبعون الأمم المتحدة إن «السوريين محاصرون بين قصف الحكومة للمناطق المدنية وجماعات متطرفة لا ترحم في صراع تديره على نحو متزايد قوى خارجية ويتسم بانتشار التطرف».
وقال الوزير الأمريكي لشبكة «سي ان ان» رداً على سؤال عن إمكانية قيام دول مجاورة لسوريا بإرسال قوات برية إلى البلد «أنت محق، يجب أن يكون هناك أناس على الأرض، أنا مقتنع أنهم سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب». وأضاف رداً على استيضاح بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لأن ترسل بدورها قوات برية إلى سوريا «كلا (...) الرئيس باراك أوباما قال بمنتهى الوضوح إن القوات الأمريكية لن تكون جزءاً من المعادلة، وأنا لا أعتقد أن هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر».
وتابع الوزير الأمريكي «ولكني أعلم أن آخرين يتباحثون في هذا الأمر. هناك أناس في المنطقة قادرون على فعل ذلك» تماماً، كما أن «المعارضين السوريين للنظام هم أيضاً قادرون على ذلك».
واكد كيري ان تنظيم الدولة المتطرف، الذي تقود ضده الولايات المتحدة منذ عام تحالفاً دولياً يشن غارات يومية على المتطرفين في سوريا والعراق، هو «تنظيم خطر جداً وعلينا أن نزيد الضغوط عليه».
وكثفت الولايات المتحدة منذ أسابيع جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل للنزاع الدائر في سوريا منذ 2011، خاصة عبر اللقاء الثلاثي غير المسبوق الذي جرى في الدوحة في 3 أغسطس الماضي وضم وزراء الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير، والذي تلاه بعد يومين في كوالالمبور لقاء ثان ضم الوزيرين الأمريكي والروسي، في حين التقى كيري ببيته الصيفي في ماساتشوستس الأسبوع الماضي نظيره السعودي.
وفي السياق ذاته، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان في دمشق أن بلاده قدمت مبادرة لحل الأزمة السورية إلى الرئيس بشار الأسد الذي رحب بها، مشيراً إلى أن أي مبادرة ناجحة لا بد أن تأخذ في الاعتبار «دور الأسد المحوري» وحكومته.
والتقى عبد اللهيان الرئيس السوري، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد «خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى سوريا، تم تقديم ورقة إيرانية هي عبارة عن تصور أولي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».
ولم يرشح شيء رسمي عن مضمون الخطة. إلا أن قناة «الميادين» التلفزيونية التي تبث من بيروت ذكرت أن المبادرة تقترح «وقفاً فورياً لإطلاق النار في سوريا وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور (...) بهدف ضمان حقوق الأقليات الإتنية والدينية وإجراء انتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون».
من ناحية أخرى، قال محققون في جرائم الحرب يتبعون الأمم المتحدة إن السوريين محاصرون بين قصف الحكومة للمناطق المدنية وجماعات متطرفة لا ترحم في صراع تديره على نحو متزايد قوى خارجية ويتسم «بانتشار التطرف». وأضاف المحققون أن «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة من محافظات بشمال وشرق سوريا امتد إلى وسط البلاد وجنوبها ليبث الرعب ويرتكب جرائم ضد الإنسانية. ويستند أحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة لتوثيق أعمال القتل والاغتصاب والخطف التي ارتكبتها كل الأطراف في سوريا بين شهري يناير ويوليو الماضيين إلى 355 مقابلة، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وأخرى التقطتها الأقمار الصناعية وسجلات طبية.
وقالت لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية التي يقودها باولو بينيرو «يتردد صدى صرخة من أجل السلام والمحاسبة». وأضاف التقرير أن «قوى دولية وإقليمية تدير الحرب على نحو متزايد خاصة وفقاً لما يتماشى مع مصالحها الجغرافية الاستراتيجية». ونددت اللجنة بفشل المجتمع الدولي في حماية اللاجئين السوريين، وقالت إن إهمال السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من النزاع، تسبب في أزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا حالياً.