يعاني المواطن البحريني من الارتفاع المهول في الأسعار بسبب وبدون سبب، والحجة أن السوق البحريني حرة وبعض التجار لا يراعون الله، وبلا ذمة، ولا نعمم فهناك منهم من توجه له التحية لمواقفهم النبيلة.
يقال إنه لم ترتفع الأسعار إلا بسبب الارتفاع الذي حصل في دول المنشأ، ونحن دولة مستوردة!
نعم السوق البحرينية حرة، والحرية لها حدود وقانون ينظمها، فإذا تركت بدون ضوابط ومراقبة من الحكومة، فإن بعض التجار لا يقنع بالربح القليل، ويريد أن يثري في أقل مدة ممكنة والواقع أن تجار البحرين منهم البحريني وغير البحريني، فهناك جمعية حماية المستهلك، التي تبذل جهدها لمراقبة الأسعار، والحقيقة أن المتلاعبين بالأسعار لديهم سبل كثيرة لإخفاء هذا التلاعب، خذ مثلًا، الأدوية منذ كم من الأعوام مضت والصيدليات الخاصة حرة في تسعير الأدوية، وعندما زادت شكاوى المواطنين والمقيمين من ذلك، تدخلت الحكومة، وقد جاء تدخلها متأخرًا، لكنه جاء، وتشكر حكومتنا الرشيدة على ذلك، هنا ضج أصحاب الصيدليات، وقالوا إن هامش الربح فيه إجحاف على الصيادلة، ويؤثر على وضعهم والتزاماتهم تجاه الإيجار والموظفين والتبعات الأخرى.
لكن وزارة الصحة وبكل شجاعة وبكل إنصاف أيضًا ومراعاة للجانبين، سارت في طريقها حسب ما خطط له، وفق الدراسات والمسوحات في دول مجلس التعاون، بحيث يسهل على المواطن العادي المتدني الدخل والمقيم شراء ما يحتاج إليه من أدوية بأسعار أقل، إذا لم تتوافر تلك الأدوية لدى المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والمفروض توفيرها لدى الجهات الحكومية كون بعضها مرتفع الثمن والبعض الآخر غير متوافر في أسواق البحرين.
إن الدعم الحكومي للسلع الغذائية الرئيسة، شغل الحكومة الشاغل لتوفير لقمة العيش الكريم للمواطنين، ودائمًا نسمع ونقرأ أن كرامة المواطن تأتي في أولويات الحكومة الرشيدة، وهذه حقيقة ملموسة ومشاهدة، وأكبر شاهد على ذلك السعي الحثيث لتوفير سكن مناسب لكل مواطن.
إن مناقشة أصحاب السعادة النواب الكرام لمسألة الدعم الحكومي لسلة غذائية متكاملة، واقتراح بطاقة تموينية لرب كل أسرة مستحق، هذه اقتراحات غير جديدة، وتداولها المواطن على جميع مستوياته الاجتماعية والمعيشية منذ زمن، ولا يمكن أن يدعي أحد أن هذا الاقتراح جاء من عنده، لكننا نشكرهم إذا دعموه، ولنا تجربة أثناء الحرب العالمية الثانية عندما أصدرت بطاقة تموينية لم يكن العدس من ضمنها، وسميت تلك السنة (سنة البطاقة) ونحن واثقون بأن الحكومة تدعم ولا تتأخر عن الدعم حتى لا يبقى بيننا جائع ولا محروم، وسؤال أطرحه – كما تساءل الصحافي المفوه الأستاذ هشام الزياني- ما محل الدال من الإعراب في الغذاء البحريني؟
يا إخواني النواب الأفاضل، طالبوا برفع الدعم عن العدس واللحم، وادعموا السمك والعيش اللذين ارتفع سعرهما ارتفاعًا جنونياً- ابحثوا عن الأسباب – وهما المادتان الرئيسيتان على السفرة البحرينية منذ الأزل إلى جانب التمر أو الرطب، والبديل أحيانًا رش الرز باللبن، أو أكل الإقط والتمر، تذكروا الأجداد والآباء الذين أنهك الغوص أجسادهم رحمهم الله تعالى، واسألوا أبناءهم وأحفادهم ماذا يأكل الغواصون والسيوب والنواخذة في فترة الغوص التي تمتد أربعة أشهر وعشرة أيام؟
«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون».
يوسف محمد بوزيد
مؤسس نادي اللؤلؤ سابقًا
وعضو مجلس بلدي سابق