كتب – مازن أنور:
لم تكن خسارة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من المنتخب الكوري الشمالي أمراً مستغرباً أو غير متوقع، فنحن كإعلام رياضي ومعه الشارع الجماهيري كان يعيش حالة متباينة من التفاؤل والتشاؤم قبل المواجهة، التفاؤل بأننا نلعب على قواعدنا وبين جماهيرنا وتسلحنا بالدعوات أن يكون الأحمر على قدر المسؤولية وناشدنا الجميع من أجل الحضور عل وعسى يكون سلاح الجمهور فعالاً، فيما التشاؤم كانت مبرراته كثيرة ولعل الأمور التي سبقت المواجهة من مشاكل وعدم استقرار وغموض الرؤية الفنية وافتقاد المنتخب للتكوين الجماعي من اللاعبين هي من الأسباب التي ألمحت للجميع بأن الأحمر سيفشل في المهمة في ظل الاستقرار الجيد الذي يعيشه الخصم وهو المنتخب الكوري الشمالي.
لسنا متخصصين في عالم التدريب ولا في الأمور الفنية ولكننا نسمع أحاديث بين الحين والآخر لمدربين ولاعبين بأن أجواء المباريات تختلف كلياً عن أجواء التدريبات، وباتيستا ذاته أكد بأن منتخبنا افتقد للثقة في شوط المباراة الأول، ولكنه في ذات الوقت اعتبر عدم خوض أي ودية للأحمر قبل المباراة ليست سبباً في سلبية الأحمر بالشوط الذي تأخر فيه بهدف وخسر به المباراة.
باتيستا مدرب عالمي ومحترف لا نختلف، ونحن رغم قلة خبرتنا نريد أن نؤكد له بأن سلبية الشوط الأول في المباراة سببها الحقيقي عدم فسح المجال للاعبين من أجل خوض وديات تؤهلهم للانسجام مع بعضهم، فعندما غاب الانسجام شاهدنا منتخباً عشوائياً غير منظم وغير فعال في الشق الهجومي وحتى في منطقة صناعة اللعب، فما حدث في الشوط الأول هو نتاج تجاهل المباريات الودية والتركيز على جو التدريبات فقط.
هل يُعقل بأن منتخب دولة بأكملها يُفسح المجال أمامه من أجل أن يستعد لمباراة لمدة تفوق الشهرين ولم يحرص على خوض وديات، ويغيب عن رتم المباريات منذ يونيو الماضي، وباتيستا ذاته لم يتعرف على إمكانيات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، بل ولم يختبرهم في مراكز جديدة، وذلك حدث عندما افتقد لتميز السيد محمد عدنان في خط الدفاع وأشركه في وسط الملعب.
من يتحدث بأننا مخطئون بانتقاد الأحمر وأن المنتخب قام بعمل جبار في الشوط الثاني يجب أن يدرك أولاً بأن المنتخب الكوري الشمالي حقق مراده بالتقدم بنتيجة المباراة، وأن المنتخب الكوري الشمالي لجأ للدفاع والاعتماد على المرتدات بالإضافة إلى تأثره بالطقس، ومع ذلك فإننا لم نتعامل مع هذا الأمر بالشكل الإيجابي.