كثيراً ما كتبت في السابق عن أهمية العلوم الإنسانية وخاصة علم النفس في جميع مجالات الحياة العملية والأسرية والتعليمية والمجتمعية، ذلك لأن الإنسان كلا مكتمل لا نستطيع أن نفصل أحد أداورة عن الآخر، فحين نتحدث عن الفرد في المنزل هو ذاته الفرد في العمل لذلك فإن الضغوط التي من الممكن أن يتعرض لها بسبب مشكلاته الأسرية قد تضعف أداءة في العمل والعكس بالتأكيد صحيح. لكن ومن خلال قراءتي في هذا المجال وجدت أن عدداً لا يستهان به من الدراسات توكد أن الضغوط الحقيقية تأتي في الغالب من العمل وهي من تسبب المشكلات الأخرى سواء في محيط الأسرة أو في محيط الأصدقاء أو على المستوى الشخصي والفردي. ولعل الكثيرين قرأوا أو مرعليهم مصطلح إدارة الغضب وإدارة الضغوط وإدارة المشاعر، إلا أن إدارة الغباء هو ما خطر في بالي لأصف ما لاحظته في عدد من المواقف وبعدد لا يستهان به من ملاحظات نساء مررن بنفس المواقف خلال عملهن، وخاصة في العمل الحكومي . فماذا نعني بإدارة الغباء وهل يختلف عن غباء الإدارة ؟ سأبدأ بغباء الإدارة ، فهذه الإدارة هي من تعتقد أن بوصولها للمركز الإداري فقد أصبح من ممتلكاتها الخاصة، وتحاول بشتى الطرق العمل على إضعاف موظفيها وخلق ضغوط عملية وتأخذ استراتيجية فرق تسد والتقريب والنفي مع الموظفين ممن يخلق فوضي لا توصف في مجال العمل الإداري، ولا تعي هذه الإدارة أن ما تقوم به يكون بمثابة الموت البطيء لمراكزهم، فالمدير الفعال هو من يعي أن الموظفين هم زملاؤة في العمل، وأن لهم حاجات إنسانية واجتماعية كما له هو . أما إدارة الغباء فهو ما أعتقد أنه استراتيجية جيدة يستطيع الموظفون به وخاصة النساء لأنهم أكثر عرضة لضغوط العمل التعامل معه. فإذا كانت الإدارة كالسابق ذكرها فعليها أن تتعود على الفصل بين متطلبات عملها وبين حياتها الخاصة في المنزل فلا تأخذ العمل غير المنتهي مثلاً إلى المنزل، إضافة إلى استغلال وقت الفراغ خلال ساعات العمل للقراءة وتطوير الذات، كما من المهم أن تدرك الأم العاملة أن أبناءها يجب أن يكونوا بمعزل عن ضغوط العمل، كما إن من الذكاء معرفة نمط المدير الذي تتعاملين معه، وحاولي التأقلم معه وعدم الخوف منه فهو يحتاجك لإكمال العمل، فلا توجد مؤسسة دون موظفين. لؤلؤة : ما بين الإدارتين خيط رفيع فإذا كانت أداتك غير فعالة، فحاول إدارة قدراتك وتنميتها