يرى الكاتب والمخرج المصري صبحي شفيق الذي قضى معظم حياته بين مصر وفرنسا أن أيادي ممدودة على الطرف الآخر من البحر المتوسط تريد التواصل بمجال السينما للحد من الاحتكار الأمريكي لكن الاستجابة في الجنوب محدودة.
ويقول إن الاحتكار في صناعة السينما والذي تقوده الولايات المتحدة يشكل خطورة على «السينمات القومية» والتي تواجه على مستوى العالم تحدياً أمام انتشار الفيلم الأمريكي الذي يعرض في أغلب دول العالم على حساب الفيلم الوطني أحياناً.
ويربط ذلك بما يسميه «المجتمع الاستهلاكي» حيث توجد قاعات عرض متعددة في مبنى واحد بجوار بنايات أخرى تضم فروعاً للبنوك ومقاهي ومحال تجارية ومن الطبيعي أن يرتاد الأثرياء هذه الأماكن التي تصبح جاذبة لطبقة أخرى وتؤدي إلى انكماش دور العرض الوطنية.
وقال لرويترز أمس الجمعة -على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط الذي افتتح الأربعاء الماضي- إن أمام السينما العربية حلولاً ولكن الاستجابة في كثير من الأحيان لا تشجع الطرف الأوروبي.
وشفيق له دراسات في السينما وأفلام تسجيلية منها (القاهرة كما أراها) 2007 ومسلسلان تلفزيونيان في الخيال العلمي هما (برج الهدهد) 1995 و(قمرة وأمورة) 1999 وفيلم سينمائي طويل هو (التلاقي) بطولة عمر خورشيد ومديحة كامل وأنتج عام 1972 وتأخر عرضه أربع سنوات بسبب «تعنت الرقابة».
وقال شفيق إن الصورة لغة عالمية مشتركة يمكن للعالم أن يتفاهم من خلالها ويضرب المثل بفليم (باب الحديد) ليوسف شاهين الذي يراه «فيلماً عالمياً» لأنه أغرق في تفاصيل محلية بلغة الصورة.
وأضاف أن العالم العربي يضيع فرصاً لهذا التواصل والتفاهم «لضرب الاحتكار الأمريكي» مقترحاً تنظيم أسابيع لتبادل عرض الأفلام بين شمالي المتوسط والعالم العربي فيتاح للجمهور رؤية أفلام غير أمريكية كما يشاهد الأوروبي أفلاما عربية يتعرف من خلالها على مجتمع آخر وثقافة قريبة منه ويترتب على ذلك أن تتحمس جهات في أوروبا للإسهام في دعم إنتاج أفلام عربية «بمجرد قراءة السيناريو».