هذه رسالة مفتوحة ومصارحة مسموعة لبعض الأئمة والمؤذنين الذين للأسف لا يوفون بما عاهدوا الله عليه، من الالتزام بمبدأ الحضور في الوقت المناسب للأذان والإمامة!! فبعض المساجد بمناطق مختلفة يشتكي روادها للأسف من بعض المؤذنين والأئمة الذين يفرطون في الأمانة العظيمة التي وافقوا على تحملها، وذلك بتغيبهم المتكرر عن حضور بعض فروض الصلوات بدون عذر شرعي مقبول، لاسيما بعد أن أصبحوا موظفين لدى إدارة الأوقاف، ويتقاضون راتباً على عملهم، والأهم من هذا كله أنهم مؤتمنون على ذلك أمام الله ثم أمام المصلين!! ، فإذا ما فرط هذا المؤذن أوذاك الإمام بهذه الأمانة العظيمة، وتغيب عن الحضور وتراخى في أداء مهمته، فإنه سيكون لما دون ذلك أكثر تهاوناً وتفريطاً !!.
نحن نعلم على أية حال بصعوبة الالتزام بالأذان والإمامة، وخاصة للبحرينيين الذين يعملون في وظائف رسمية أي أنهم غير متفرغين، والتغيب عن بعض فروض الصلوات لهو أمر طبيعي، ولكن في حدود المعقول، وبأعذار مقبولة لدى المصلين، سواء بداعي المرض أوالانشغال بالوظيفة الرسمية، وما يتطلبه العمل أحياناً من البقاء لما بعد الدوام الرسمي، أو غير ذلك من الأعذار المقبولة، هذا كله مفهوم وله ما يبرره، ولكن الذي لا نفهمه ولا يمكن تبريره هو اعتياد التغيب عن الحضور واستمرار التأخير عن الوقت المحدد لأسباب ضعيفة وغير مقبولة، فالله بلا شك هو حسيبهم في ذلك قبل المصلين.
أما إذا ما تغاضى المصلون عن غياب الأئمة والمؤذنين عن الحضور، مجاملة أو خجلاً من محاسبتهم، رغم تماديهم في الغياب بلا أعذار مقبولة، فإن المصلين هم محاسبون أيضاً أمام الله لسكوتهم على ذلك، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل يا رسول الله أنصره مظلوماً، أفرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال تحجزه عن الظلم، فإن ذلك نصره) أي عن ظلم الناس وظلم نفسه.
ومما لا شك فيه أن من يعمل بمهنة الأذان والإمامة، ويلتزم بحقهما، فله عظيم الأجر والثواب عند الله.
كما لا يفوتني في نهاية مقالي أن أنوه بجهود إدارة الأوقاف السنية الخيرة في خدمة المساجد، وما توفره لدور العبادة من المستلزمات الضرورية لراحة المصلين لتأدية فروضهم بسهولة ويسر.
كما لا يفوتني أيضاً أن أنوه بذات الوقت الى ضرورة زيادة اهتمام إدارة الأوقاف بمراقبة أئمة ومؤذني المساجد، لاسيما عندما ترد شكوى من المصلين بتهاون هذا الإمام أو ذاك المؤذن في الحضور المنتظم، وعدم الاهتمام بمهام وظيفته.
وختاماً أسأل الله أن يوفق إخواننا الأئمة والمؤذنين لأداء مهمتهم العظيمة على أكمل وجه لينالوا من الله الثواب والأجر العظيم، كما نسأله تعالى أيضا أن يلهمنا جميعاً الصواب في القول والعمل.
فؤاد إبراهيم الكلباني