حين تجالس بعض الشباب والذي قطع شوطاً وخبرة في سنوات زواجه وتكاثر أبناؤه واستقرت نفسه وأسرته، وكذلك الحال في بعض المتقاعدين والذين يكثرون الجلوس في المجالس والمقاهي والمجمعات التجارية ترى قصص (وسوالف) الحريم يأخذ منحى آخر من أوقاتهم كله «وناسه»، ويشغل اهتمامهم فعلاً التفكير بزوجة ثانية وربما ثالثة ورابعة، وكأن هؤلاء الرجال قد أعطيت لهم جرعات اندفاع للزواج من ثانية وثالثة مع وضعهم المستقر في بيوتهم ومع «أمهات عيالهم».
وحين تأتي لحقيقة هؤلاء الرجال واندفاعهم للزواج تراهم متفاوتين في الفكر والثقافة، فجزء منهم حين يكثر الحديث عن التعدد إنما هو في حقيقته يسلي نفسه ويستمتع بوقته ويظهر بطولاته الوهمية وربما يخاف من «حرمته»، وهذه النوعية متحفظة ويخاف من العواقب لو أقدم على الزواج من ثانية.
والبعض الآخر الأكثر جرأة وصراخاً وعنفواناً تراه يعقد العزم في نفسه ويمنيها الزواج من ثانية ومتى ما حصل فرصة أقدم وتغافل عن المعوقات والعواقب وهذا لو تزوج فزواجه مآله الفشل!!
وبعضهم يهيئ نفسه لهذا العمل ليقنعها أنه سيتزوج لا محالة يوماً ما وكل ماتهيأت له الفرصة فر من الموضوع فراره من الأسد وهذا يسمى «جبان»، والأكثر غرابة ذاك الشخص الذي استعد للزواج وبحث ووجد واتفق واكتمل كل شيء وحين جاء وقت الزواج وعلمت الزوجة الأولى فأحدثت الطوفان العائلي وحدثت المشاكل حينها انتفض من غفلته وكما يقال «راحت السكرة وجاءت الفكرة» فأعاد النظر في زواجه من الثانية.
لكن لو سألت هؤلاء الرجال ابتداء هل فكرت قبل الإقدام على هذا الأمر بإمكانياتك المالية واستعدادك النفسي وتهيئة المكان وإمكانية العدل بينهن في النفقة والمبيت ووو لتقوم بهذا الفعل الجريء؟ سيجيب الغالبية بالجواب الدبلوماسي «أنا متوكل على الله» أو بيقول احنا بنحيي وبنطبق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام!! والبعض الآخر يقول «أنا وحدة ماتكفيني» وربما تسمع من البعض أنه مادام فعلها فلان فأنا سأفعل.
نحن لا نعترض على شرع الله أبداً وللشخص الزواج من ثانية وثالثة ورابعة لكن على المقبل أن يدرك كل خطوة سيخطوها ويضع تصوراً للمواقف ويرسم دربه الذي سوف يسير عليه ولا يعتقد أن التوكل في الإقبال على الزواج لا يعني النظر للعواقب فرسولنا يقول «اعقلها وتوكل» ونحن نقول للذي يريد التعدد هل عقلتها قبل أن تتوكل؟
عيسى الكواري