كتب - حذيفة إبراهيم:
لم تمنع مشاعر الحزن لدى ذوي الشهداء وأصدقائهم، من الفرح باستشهاد أحد أبنائهم فداء للوطن، ودفاعاً عن حياضه ومستقبل الأمة العربية، مشيرين إلى أن الفخر والاعتزاز هو ما يمكن أن يهون عليهم مصيبتهم. وقالوا لـ«الوطن» إن أبناءهم كانوا متحمسين جداً للذهاب في المهمة العظيمة، بالدفاع عن الشرعية في اليمن، تحت راية قوات التحالف العربي، وهو الواجب الوطني الذي لا يمكن التخلي عنه بأي شكل من الأشكال. وأشاروا، هؤلاء شهداء في الجنة، ونحسبهم كذلك، فهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وأكدوا أنهم مستعدون لتقديم مزيد من الأبناء فداء للوطن.
نحسبه شهيداً في الجنة
وبصبر عجيب واقتضاب شديد، أجاب والد الشهيد حسن إقبال على أسئلة «الوطن»، إذ قال «لا يمكننا إلا أن نحسبه شهيداً، لن أبكيه، ولا تعزوني، فقط هنئوني، لقد ذهب أحد أفراد عائلتنا إلى الجنة إن شاء الله».
زميل الوحدة
روى زميل الشهيد محمد نبيل، الرقيب أول عبدالقادر عبدي ملابسات آخر أيام حياة زميله قائلاً، «هو من أفضل الموجودين في قوة الدفاع، كان شخصاً متميزاً، ولا يخاف، وسريع البديهة، كما أنه شخص مرح ويحبه الجميع، وكان بانتظار ذهابه إلى مواجهة العدو، دون أي تردد». وتابع «لم نلمس منه إلا كل خير، عشنا سوياً، وهو كان بانتظار ذهابنا إلى النقاط لمواجهة العدو، وكان يقول دوماً، «إن أخذ الله أمانتي فسأكون شهيداً، أخبروا من بعدي»، افتقدناه كثيراً، ولكننا ماضون على نهجه. وأشار إلى أن جميع من في الوحدة والقوات المرابطة في اليمن أو الحد الجنوبي لاستعادة الشرعية في اليمن ضمن قوات التحالف، مازالت معنوياتهم مرتفعة، ولم تزدها تلك الحادثة إلا إصراراً على رفع الظلم عن اليمنيين، وتحرير الأراضي العربية، وأن جميعهم فداء للوطن وقيادته وشعبه.
فداء للوطن
إلى ذلك، بين حسن جناحي صهر الشهيد عبدالقادر العلص، أن صدمة فراقه كانت كبيرة، إلا أن ما يصبرهم هو أنه ذهب شهيداً فداءً للوطن والأمة العربية. وأشار قائلاً «أنا من أوصلته قبل ذهابه إلى اليمن، قال لي حينها، يا عم، إن عدت فأنا محظوظ، وإن مت فشهيد فلا تحزنوا، نحن ملاقون عدواً شديداً، أنكل باليمنيين، ويجب أن نواجهه». وأوضح أنه كان سعيداً جداً بمشاركته تلك القوات، كونه سيخوض فيما تدرب لأجله، كون عقيدته العسكرية، التي تربى عليها تجعل لديه إرادة في الدفاع عن أي شبر من الأرض العربية. وقال، ليس لدينا إلا الصبر، نحن نشعر بالفخر حقاً، ربما خسرناه ولن نراه ثانية، ولكنه شهيد بإذن الله تعالى، وزوجته صابرة محتسبة.
يقاتل في سبيل الله
أما قريب الشهيد حسن إقبال، فكان الأكثر صبراً، إذ قال إن حسن خرج ليقاتل في سبيل الله، وهو شهيد، مشدداً على أن جميع أهله وذويه مستعدون للشهادة أيضاً في ذلك السبيل. وتابع، «تلقينا خبر استشهاده بمشاعر متناقضة، بين الفرح والحزن، إلا أن الفرح هو الطاغي، كوننا نعلم بأن الشهيد له منزلة كبيرة عند رب العباد، وهو كان شخصاً طيباً خلوقاً، ولا يمكننا إلا أن نذكره بخير».
أبطال
من جانبها، قالت المواطنة «أم شوقي»، وهي قريبة لأحد شهداء الواجب، إن هؤلاء الفتية ليسوا سوى أبطال، سيخلدهم التاريخ، مشيرة إلى أن أجدادهم دافعوا عن البحرين، وعن الأمة العربية عند الحاجة، ولم يتخاذلوا، وها هم اليوم يعيدون الكرة مرة أخرى. وتابعت «لم نستطع أن نحزن، يجب على الأمهات ألا يبكوا، يجب أن يقدموا المزيد من الشهداء، هذا واجب مقدس، ونحن نفرح، سنوزع الحلويات فرحاً باستشهادهم، وكلنا فداء للوطن وقيادته وشعبه».
معركة صعبة
أما أبومحمود، وهو زميل الشهيد عبدالقادر العلص، فأكد أن المعركة في اليمن ليست سهلة، وأن جميع التضحيات التي تقدم هي نتيجة لجهود رجال أبطال مصرين على استعادة الشرعية في اليمن، والبقاء تحت راية قوات التحالف الموحدة. وتابع «معنوياتنا في جميع الوحدات والكتائب المقاتلة في المعركة مرتفعة، نحن لسنا سوى جنود تحت راية قادتنا، وفخر لنا أن نقاتل في سبيل الله، وللذود عن الدول العربية، والإسلامية، لا نبتغي جزاء ولا شكوراً، وإنما فقط أن تكون العزة لله، والبلدان العربية متحررة من أي احتلال. وقال «نحن هناك ندافع عن الأرض، وسنقدم التضحيات غير مبالين بأرواحنا، حتى وإن كان لدينا أطفال وأبناء وأحباء، فهم ليسوا أحب ألينا من مهمتنا التي وجدنا لأجلها».