دبي - (العربية نت): يدرك معظم العراقيين أن المظاهرات الأخيرة التي عمت العراق مطالبة بمكافحة الفساد ومحاكمة كل متورط بنهب أموال الدولة، لم تأت على قدر ما تطمح إليه إيران في العراق.
وأفادت بعض المصادر العراقية بأن زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إلى العراق أواخر الشهر الماضي، جاءت بهدف تهدئة الشارع العراقي المنتفض ضد فساد الحكومة الموالية لطهران، وضمان سلامة رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، وعدم خضوعه للمحاسبة القانونية.
إلا أن هذا التدخل بدأ يزعج علي السيستاني المرجع الشيعي العراقي الداعم لرئيس الوزراء حيدر العبادي.
وكشف مصدر سياسي مطلع في بغداد لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن السيستاني طلب من المرشد الإيراني في إيران علي خامنئي الحد من نفوذ قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق.
وحسب المصدر فإن السيستاني، استفسر من خامنئي عن نفوذ سليماني المتزايد في العراق، الذي بدأ يشكل إحراجاً للمرجعية الدينية، وما إذا كان ذلك يتم بتوجيه من خامنئي، خاصة بعد بروز دور سليماني في معارك تحرير مدينة تكريت من تنظيم الدولة «داعش». وأشار المصدر إلى أن «سليماني اختفى فعلاً عن واجهة الأحداث في العراق حتى الكشف عن وجوده خلال اجتماع عقدته أخيراً الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم، والمجادلة التي حصلت بينه وبين رئيس الوزراء العبادي. وكشف المصدر عن أن مرجعية النجف بدأت تدرك أن هذا التدخل بات ينسحب على دورها وهو ما يمكن أن يؤشر إلى بداية خلاف واضح بينها وبين مرجعية قم.
يذكر أن السيستاني، من أكبر الداعمين لحملة العبادي ضد الفساد ولرزمة الإصلاحات التي قدمها. ودعا العبادي، الشهر الماضي، للضرب «بيد من حديد» على كل من يشارك في الفساد.