عواصم - (وكالات): دخلت وتيرة الحرب في اليمن منعطفاً جديداً مع بدء قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، عملية برية هي الأولى، بمشاركة ألوية برية خليجية وعربية، ضد المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في محافظة مأرب شرق البلاد، تمهيداً لمعركة تحرير العاصمة صنعاء من المتمردين.
وأرسلت دول في مجلس التعاون الخليجي، خاصة السعودية وقطر، تعزيزات عسكرية إضافية وجنود مزودين بأسلحة ثقيلة، إلى الأرض في مأرب، لمحاربة المتمردين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على أجزاء من البلاد، وتحضيراً لمعركة تحرير العاصمة صنعاء، فيما واصلت الطائرات المقاتلة الإماراتية غاراتها ضد معاقل المتمردين، بصواريخ مكتوب عليها «يوم الشهيد» ومرسوم عليها علم الإمارات. وأكدت وسائل إعلام خليجية أن التعزيزات قد أرسلت بشكل أساس إلى مأرب، حيث تدور اشتباكات عنيفة ومحورية مع الحوثيين.
وأعلنت مصادر محلية في مأرب أن وحدات من قوات التحالف بقيادة السعودية تحركت من معسكر اللواء 107 في صافر مساء أمس الأول باتجاه مديريتي حريب وبيحان.
وذكرت قناة «الجزيرة» القطرية أن ألف جندي قطري وصلوا إلى اليمن مع 200 مدرعة عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. وتشارك قطر في حملة الضربات الجوية التي أطلقها التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس الماضي ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح.
وبحسب «الجزيرة»، فان التعزيزات العسكرية الجديدة ترفع عديد قوات التحالف على الأرض في اليمن إلى 10 آلاف رجل.
وتحدثت تقارير إعلامية عن أن قطر أرسلت نحو 1000 جندي إلى اليمن للمشاركة، إلى جانب قوات التحالف لاستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، تدعمهم 200 عربة مدرعة و30 طائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي».
وقال مسؤول يمني محلي إن الجنود القطريين «عبروا موقع الوديعة الحدودي» بين السعودية واليمن وفي طريقهم إلى مأرب حيث يستعد موالون لهادي للهجوم على صنعاء.
وبشكل متزامن، نشرت السعودية في مأرب قوات نخبة. وقالت صحيفة «الحياة» اللندنية إن الرياض أرسلت أيضاً «تعزيزات ضخمة» من قواتها الخاصة بالإضافة للجنود القطريين إلى مأرب. وتابعت «تجري التحضيرات النهائية لحسم المعركة والانتقال إلى مرحلة تحرير صنعاء». وذكرت مصادر عسكرية في مأرب أن ألف جندي سعودي وصلوا إلى المحافظة مع عدد من الدبابات والمدرعات. وتأتي هذه التعزيزات الهامة في أعقاب استشهاد 60 جندياً من دول التحالف، هم، 5 جنود بحرينيين و10 جنود سعوديين و45 جندياً من الإمارات، الجمعة الماضي في هجوم بصاروخ نسب إلى المتمردين.
وكانت مصادر تحدثت عن مشاركة دول عربية في التحالف وإرسال وحدات عسكرية برية للمشاركة في تحرير المدن اليمنية.
وقالت إن مصر والأردن والمغرب والسودان وقطر والكويت، سترسل ألوية قتالية برية إلى محافظات مأرب وعدن والحديدة وتعز، وذلك خلال الأيام القادمة.
وبحسب المصادر، فقد بادرت الكويت وقطر إلى إرسال الألوية العسكرية إلى السعودية، في حين تستعد القوات البحرية المصرية والمغربية لنقل القوات البرية إلى الموانئ اليمنية في عدن.
في غضون ذلك، كشفت مصادر يمنية عن افتتاح السعودية لأول مرة قاعدة الدواسر الجوية التي تملك أحدث الأسلحة المتطورة في مجالات الدفاع والمراقبة والمهمات الهجومية.
وأضافت المصادر أن نظام مراقبة دقيق سيكون من مهام هذه القاعدة، حيث ستغطي أجهزة المراقبة والتصوير مساحة تتعدى 100 كم مربع ترصد كل التحركات.
ميدانياً، شنت قوات التحالف بقيادة السعودية غارات جوية متكررة على أهداف للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع المتحالفة معهم في أنحاء اليمن أمس.
وواصل طيران التحالف قصف مواقع الحوثيين في صنعاء واستهدفت الغارات قاعدة الديلمي الجوية، وجبل النهدين ومعسكر السواد ومعسكر الحفا جنوب شرق العاصمة.
في الوقت ذاته، واصلت الطائرات المقاتلة الإماراتية غاراتها ضد معاقل الحوثيين، بصواريخ مكتوب عليها «يوم الشهيد» ومرسوم عليها علم الإمارات.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» بأن الطائرات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية نفذت «ضرباتها بدقة متناهية، واستهدفت تجمعات للحوثيين ومخازن للأسلحة في صنعاء وفي البيضاء حيث تم استهداف مستودعات للآليات العسكرية، وعدة ضربات على التجمعات لآليات ومليشيات الحوثي في مأرب»، مشيرة إلى أن «الطائرات عادت إلى قواعدها سالمة».
وذكرت الوكالة أن تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات النخبة السعودية وصلت، إلى محافظة مأرب.
ونقلت عن مصادر من «المقاومة الشعبية» اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي الذي يحظى بدعم التحالف العربي، قولها إن قوة عسكرية سعودية كبيرة وصلت عبر منفذ الوديعة إلى منطقة صافر، حيث انضمت لقوات التحالف. وأضافت المصادر أن «تلك المواقع العسكرية تشهد تدريبات مكثفة على يد قوات التحالف للجيش الوطني والمقاومة الشعبية».
وأفادت اللجان الشعبية بأن 16 من الحوثيين قتلوا بينهم 13 خبير ألغام، في حين تم تدمير عدد من الآليات العسكرية في مواجهات وغارات لطائرات التحالف في عدد من جبهات القتال في مأرب.
إلى ذلك، شهدت مأرب اشتباكات تتراوح بين العنيفة والمتقطعة. وفي تعز جنوباً، تمكنت اللجان الشعبية بمساندة الجيش اليمني من السيطرة على معظم منطقة الجحملية العليا بعد اشتباكات حيث أسفرت المواجهات عن سقوط 18 قتيلاً بصفوف الجانبين.
من جهته، وصف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح بأنها جرائم حرب مكتملة الأركان لا يمكن السكوتُ عنها وترك مرتكبيها دون عقاب.
وجدد هادي، خلال استقباله مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التأكيد على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن خاصة القرار 2216، مشيراً إلى أن أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية وانسحاب الميليشيات الحوثية من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية.
بدوره، اتهم وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله، السفارة الإيرانية في صنعاء بتقديم الدعم المالي، والعمل الاستخباراتي والاستشارات العسكرية والعتاد الحربي، للمتمردين على الشرعية اليمنية، مؤكداً في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أنها تحولت إلى مركز عمليات حربية للحوثيين.
من جهتها، كشفت وزارة الدفاع اليمنية أن «خيانة عسكرية» مصدرها محافظة شبوة أدت إلى استشهاد 92 جندياً، بينهم 60 جندياً من قوات التحالف و32 جندياً يمنياً.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع علي البكالي إن «الهجوم الصاروخي على المعسكر ومخازن الأسلحة بصافر كان بسبب خيانة من قبل أفراد وضباط أعلنوا ولاءهم للشرعية ولكنهم لا زالوا يدينون بالولاء للحوثيين وصالح». واعترف المتحدث بـ»وجود خطأ» في تقدير الموقف بالنسبة لتحرير شبوة التي اتضح أن الصاروخ انطلق منها وليس من محافظة مأرب، موضحاً أن هذه الحادثة تؤكد أن محافظة شبوة لم تحرر بعد.