عواصم -(وكالات): شيع آلاف الفلسطينيين أمس في قرية دوما بالضفة الغربية المحتلة جثمان ريهام دوابشة التي استشهدت بعد زوجها وطفلها البالغ من العمر 18 شهراً متأثرة بحروق أصيبت بها إثر إلقاء متطرفين إسرائيليين زجاجة حارقة على منزلهم في 31 يوليو الماضي، فيما أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن هناك أوامر هدم حالياً لنحو 13 ألف منشأة فلسطينية في الضفة المحتلة مما يترك السكان «في حالة من الارتباك المزمن والتهديد»، بينما نفذ قرابة نصف مليون طالب من «عرب 48» إضراباً تضامناً مع المدارس المسيحية التي تخوض إضراباً مفتوحاً منذ الأسبوع الماضي احتجاجاً على الاقتطاعات الإسرائيلية في تمويلها. وردد المشيعون هتافات «إسرائيل، دولة إرهاب» وحملوا أعلاماً فلسطينية وحملوا جثمان ريهام الذي كان مغطى بالعلم الفلسطيني من «مدرسة الشهيد علي دوابشة» رضيعها، إلى المقبرة القريبة. واستشهدت ريهام دوابشة التي أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة غطت 80% من جسدها، متأثرة بجروحها في مستشفى شيبا في تل هشومير قرب تل أبيب، بعد 5 أسابيع ونصف على إحراق منزل عائلتها في قرية دوما شمال الضفة الغربية المحتلة.
وريهام التي تعمل معلمة في مدرسة قرية قريبة من دوما بلغت 27 عاماً أمس الأول قبل وفاتها. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الحداد الرسمي» لثلاثة أيام على استشهاد دوابشة.
ولم يبق من العائلة الفلسطينية الصغيرة سوى الطفل أحمد «4 سنوات» الذي مازال يتلقى العلاج في المستشفى. وكان ملثمون ألقوا في 31 يوليو الماضي من نافذة منزل العائلة التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجات حارقة. وقبل ريهام استشهد طفلها الرضيع علي في الحريق بينما استشهد زوجها سعد متأثراً بجراحه بعده بـ8 أيام. وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات إسرائيلية شمال الضفة الغربية، إلى رماد. وكتب على الجدران المتفحمة لمنزل الأسرة الفلسطينية كلمات «انتقام» و»دفع الثمن» وهي العبارة التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف الإسرائيلي لتوقيع جرائمهم. وتستند السياسة الانتقامية على مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية. وحددت إقامة 10 عناصر من اليمين المتطرف يشتبه في تورطهم في «هجمات إرهابية» منها اعتداء دوما، في حين وضع 3 آخرون قيد الاعتقال الإداري أي دون محاكمة لمدة 6 أشهر وذلك في إطار التحقيق خصوصاً في حريق دوما.
من ناحية أخرى، أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن هناك أوامر هدم حالياً لنحو 13 ألف منشأة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة مما يترك السكان «في حالة من الارتباك المزمن والتهديد».
وتحدث التقرير الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون للحصول على تراخيص بناء لمنع أوامر الهدم.