عواصم - (وكالات): أعلنت فرنسا أنها ستقوم بطلعات استطلاع فوق سوريا من أجل شن «ضربات» ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، في تطور باستراتيجيتها التي لاتزال تستبعد أي تدخل بري لقواتها في الوقت الحاضر، بينما كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده شنت أول ضربة ضد التنظيم في سوريا نهاية أغسطس الماضي بواسطة طائرة دون طيار ما أدى إلى مقتل 3 من المتطرفين بينهم بريطانيان، فيما سيطر التنظيم الإرهابي على أجزاء من حقل جزل النفطي، آخر الحقول النفطية الكبرى الواقعة تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، ما أدى إلى توقف الإنتاج فيه.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي «طلبت من وزير الدفاع العمل على إجراء طلعات استطلاع اعتباراً من اليوم فوق سوريا».
وأوضح أن الطلعات «ستجيز لنا التخطيط لضربات ضد «داعش» مع الاحتفاظ باستقلالية تحركنا وقرارنا»، في تلميح إلى أن فرنسا لا تنضم عبر ذلك إلى الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن الذي يستهدف الإرهابيين في سوريا.
وتابع هولاند أن «داعش» «متواجد في العراق وسوريا، و»داعش» هو من يدفع من خلال المجازر التي يرتكبها بآلاف العائلات إلى الفرار»، فيما تواجه أوروبا توافداً تاريخياً للاجئين، حيث أعلن هولاند عن استقبال بلاده 24 ألف لاجئ على سنتين والدعوة إلى مؤتمر لبحث هذا الملف.
وأضاف أن «ما نريده في سوريا هو معرفة ما يحضر ضدنا وما يجري ضد الشعب السوري». وتشارك فرنسا في إطار التحالف الدولي في شن ضربات على مواقع تنظيم الدولة في العراق. وقد رفضت من قبل أي مشاركة في المناطق التي سيطر عليها التنظيم في سوريا. وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا. وقال إن «إرسال قوات فرنسية برية إلى سوريا سيكون غير منطقي وغير واقعي».
من جهته، كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده شنت أول ضربة ضد «داعش» في سوريا نهاية أغسطس الماضي بواسطة طائرة دون طيار ما أدى إلى مقتل 3 متطرفين بينهم بريطانيان.
من ناحية أخرى، سيطر تنظيم الدولة على أجزاء من حقل جزل النفطي، آخر الحقول النفطية الكبرى الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، ما أدى إلى توقف الإنتاج فيه.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن قوات النظام تستخدم القوة النارية لمنع المتطرفين من إحكام السيطرة على سائر أنحاء الحقل.
وأشار عبدالرحمن إلى أن تقدم التنظيم أدى إلى توقف الإنتاج في حقل جزل، وغادر المهندسون العاملون فيه المكان.
ودمرت الحرب القطاع النفطي في سوريا. وانخفض إنتاج البترول السوري الرسمي في عام 2014 إلى 9329 برميلاً في اليوم الواحد بعدما بلغ 380 ألفاً قبل بدء النزاع في 2011. وخسر النظام غالبية الحقول النفطية وأبرزها مجموعة حقول دير الزور شرقاً الأكثر غزارة والتي سيطر عليها «داعش» في صيف 2014، وحقل رميلان في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، الذي يسيطر عليه الأكراد.