كتب - حذيفة يوسف: أكد سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية أن حماية البيئة والمحافظة على مواردها مسؤولية جماعية. وتفضل سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة مساء أمس فشمل برعايته حفل افتتاح معرض ومنتدى البحرين الدولي للتقنيات الخضراء 2012 في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات والذي تنظمه الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” بحضور المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات د.كانديه يومكيلا ورئيس مجلس النواب والوزراء وكبار المسؤولين بالمملكة وعدد كبير من المدعوين. وأشار سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة إلى أهمية هذا المعرض والمنتدى الدولي والذي يقام لأول مرة في مملكة البحرين وخاصة في هذا الوقت حيث تزداد الاهتمامات والتوجهات العالمية تجاه حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية وأن مملكة البحرين تساهم في التوجهات والعمل الدولي ضمن سياسات دعم التقنيات الخضراء التي تعتبر تقنيات المستقبل. وشكر سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو لتلبية الدعوة وحضوره الشخصي واهتمامه ودعمه لهذا المعرض والمنتدى، كما تقدم سموه بالشكر لكافة العاملين في هذه المنظمة على تعاونهم البناء، مشيداً بتجاوب الشركات العالمية المتخصصة في مجال التقنيات البيئية الخضراء التي شاركت في المعرض. ورحب سموه بمشاركة الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة الداعمة والمساندة للمعرض والمنتدى، وما لقيه هذا المعرض والمنتدى الدولي في البحرين من دعم الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص يجسد مثالاً حياً للشراكة الحقيقية، وبخاصة ما له علاقة بالاستثمار في التقنية البيئية الخضراء التي أثبتت فائدتها وجدواها الاقتصادية والاجتماعية. وأشار سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة إلى أنه تقرر إقامة هذا المعرض كل عام في مملكة البحرين، وشكر سموه “اليونيدو” على مشاركتها مع الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية في هذا العام والأعوام المقبلة. وتم خلال حفل الافتتاح تكريم الرعاة الرسميين وعرض فيديو قصير يبين أهمية استخدام الطاقة البديلة في المنازل، بدلاً من الكهرباء المنتجة حالياً من موارد قد تنضب لاحقاً. وأكد المدير العام للإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية عادل الزياني أن هذا المعرض هو الأول في المملكة والشرق الأوسط حول التقنيات الخضراء، مشيراً إلى أن منظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات تدعم توجه البحرين نحو الصناعات الخضراء. وأوضح الزياني أن المملكة تعمل جاهدة لتعميم التقنيات الخضراء على أراضيها حيث تعتبر تقنية المستقبل، ولها تأثير جيد على البيئة والحفاظ عليه، مشدداً على أن الطريق صعب في أولى خطواته للاتجاه نحو التقنيات الخضراء. وشدد على أن العمل جار لإقامة المعاهد الخاصة لاستخدام التقنيات الصحيحة، معبراً عن شكره لممثل جلالة الملك المفدى سمو الشيخ عبدالله بن حمد على رعايته ودعمه لتنظيم مثل هذه الفعاليات. وشدد على أن الأمم المتحدة أمدت البحرين بالخبرات اللازمة لإقامة المعرض، معبراً عن شكره للرعاة الذين لم يبخلوا حتى آخر اللحظات في إقامة المعرض، مبيناً أنه ومن بين الرعاة وزارات وشركات كبيرة لتسويق هذه التقنيات. وأكد أن توجه المملكة للعمل وفق الاتفاقية العالمية لجعل العالم أخضر وأكثر أماناً باستخدام تلك التقنيات التي تساعد البيئة وتحافظ على الموارد غير المتجددة. من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات د.كاندية يومكيلا إن التطور العالمي الذي واجهه العالم بشكل غير مسبوق أثر سلباً على البيئة، محذراً من نفاذ الطاقة إذا ما استمر المعدل ذاته في استهلاكها. وأكد يوميكلا أن منظمة الأمم المتحدة للتنمية “اليونيدو” تدعم هذا المعرض والمؤتمر، معبراً عن شكره لحكومة المملكة التي دعتهم لحضور هذه الفعالية. وأشار إلى أنه وخلال الأعوام 1990 إلى 2007 واجه العالم تطوراً عالمياً في مستوى لم يعهده من قبل، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الاقتصاد العالمي ازداد من 23 ترليون إلى 53 ترليون دولار بين تلك الفترة وهو الأسرع خلال 4 عقود مضت وأي فترات سابقة. وأوضح يومكيلا أن الدخل الفردي العالمي ارتفع بنسبة أعلى بمقدار 3.2%، وهي الأعلى في التاريخ، كما ازدادت التجارة العالمية بـ133%، والذي شمل جميع أسواق العالم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع خط الفقر عن العديد من البشر، ووصولهم إلى الطبقة المتوسطة، مما غير نمط حياتهم الذي أثر سلباً على البيئة. وشدد على أنه خلال فترات سابقة ظن العالم أنه يستطيع مواصلة التطور الصناعي دون الاكتراث بالبيئة، ولكن وبعد الأزمة المالية في العام 2007، اكتشفوا أن عليهم إعادة حساباتهم. وبين يومكيلا أن بعض الباحثين ذكروا أن الاتفاقات البيئية هي التي أعادت التوازن البيئي مرة أخرى، مشيراً إلى عدم إمكانية الاستمرار في التطور الصناعي بنفس الوتيرة التي كان العالم يمارسها سابقاً. وزاد أن الفئة ذات المدخول المتوسط تطلب العديد من الكماليات وغيرت من نظام غذائها، وتحاول استهلاك كل شيء موجود كما حدث خلال الـ150 عاماً الماضية، محذراً من أن الاستمرار بنفس وتيرة الاستهلاك سيجعل الطاقة تفنى، مؤكداً أهمية إيجاد الحلول الخضراء البديلة. جدير بالذكر أن معرض ومنتدى البحرين الدولي للتقنيات الخضراء 2012، يقام على أرض المعارض في الفترة الواقعة ما بين 12 – 14 مارس، وتتواجد على أرضه العديد من الشركات البحرينية والأجنبية والخليجية. ويقام المعرض بتنظيم من الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئية والحياة الفطرية، ومنظمة “اليونيدو”، وبدعم من وزارة الطاقة والإسكان والبلديات والصناعة والتجارة وتمكين وغرفة تجارة وصناعة البحرين، ووزارة المالية كراعٍ استراتيجي. ويهدف معرض ومنتدى التقنيات الخضراء 2012 إلى نشر التقنيات الحديثة التي تؤدي إلى حماية البيئة والمحافظة على مواردها من سوء الاستعمال حيث تم عرض أحدث منجزات المنظمات الدولية والشركات في تطوير التكنولوجيا والمنتجات التي تستخدم مواد صديقة للبيئة وموارد الطاقة المتجددة والمستدامة، والتي يمكن أن تستخدم بشكل عام من قبل الجميع من دون التخلي عن الفوائد التي توفرها المنتجات الحالية، والتي يمكن من خلالها التوصل إلى بيئة متوازنة مستدامة مناسبة لأجيال الحاضر والمستقبل تماشياً مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030. كما تقدم الشركات المشاركة بالمعرض الحلول العلمية في مجال توفير الطاقة واستخدام الطاقة البديلة والمتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، الذي تم اعتمادها من قبل العديد من الحكومات في البلدان الأخرى، فضلاً عن حلول لمشاكل الحد من التلوث البيئي الناتج عن الصناعات الحديثة، والتوسع العمراني والزيادة في عدد السكان، كما سيعرض التقنيات التي تستخدم لقياس الملوثات ورصدها والتعرف على حالة البيئة في الهواء والماء والتربة. ومن المؤمل أن يستقطب المعرض مهتمين من ذوي الخبرة والاختصاص في المجال البيئي والتقنيات البيئية الخضراء بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات المحلية والإقليمية التي تود الاطلاع على هذا النوع من التقنيات وكذلك المستثمرين الذين لديهم الرغبة في الاستثمار في تسويق وتوزيع المنتجات والتقنيات البيئية الخضراء إضافة إلى شرائح المجتمع المهتمة بتحسين نمط الحياة اليومية بالمحافظة على البيئة.