الاتحاد الخليجي الفيدرالي يؤسس تحالفاً سياسياً واقتصادياً يدعم التحالف العسكري
النظام الأساسي لمجلس التعاون أكد أن هدفه تحقيق الاتحاد الخليجي الفيدرالي مستقبلاً
التحالف العسكري في عاصفة الحزم لن يقطع رأس
الحية الإيرانية دون «اتحاد خليجي»



قال الأكاديمي في القانون الدستوري والعلوم السياسية المستشار محمد بن أحمد آل بن علي إنه إذا كان التحالف الخليجي في عاصفة الحزم قوة، فاتحادنا الخليجي الفيدرالي أو شبه الفيدرالي أقوى بكثير متمنياً على قادة دول مجلس التعاون الإسراع في تنفيذه حتى لا يقطع السيف اتحادنا الخليجي في ضياع الوقت، مشيراً إلى أن هذا التحالف أثبت للعالم وبجلاء وخاصة إيران أن دول الخليج العربي مع أشقائها من الدول العربية تمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها في ردع أي خطر أو تهديد لأراضيها ومصالحها وأن تفكير قادة دول الخليج مع أشقائهم من الدول العربية بتشكيل تحالف عسكري عربي موحد سيجعل العالم دون أدنى شك يعرف ثلاث قوى عظمى عسكرية قادرة على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الإقليمي والعالمي إلى جانب حلف الناتو وحلف وارسو المنحل، وقادراً على ردع الأخطار الخارجية التي تهدد سيادة أراضي ومصالح شعوب دول الخليج العربي.
وأضاف آل بن علي أن الشواهد التي سطرها التاريخ في الحربين العالميتين الأولى والثانية يؤكد أن التحالف العسكري في الحروب هو وسيلة القوة الوحيدة للنصر وهزيمة الأعداء وضمانة فعالة لحماية أراضي ومصالح الدول من أي أخطار وتهديدات خارجية، مضيفاً أن تأسيس اتحاد خليجي فيدرالي (وحدة خليجية) بين دول مجلس التعاون للخليج العربي لا شك سيؤسس قوة أقوى بكثيرعلى الساحة الإقليمية والدولية مما نحن الآن فيه من تحالف عسكري في عاصفة الحزم لكون الاتحاد الخليجي الفيدرالي سوف يؤسس تحالف سياسي واقتصادي يدعم التحالف العسكري لدول الخليج العربي ... ولا ننسى إن أخذنا إلى جانب التحالف العسكري الخليجي الدور الداعم والفعال لدول المحور لدول الخليج العربي على أسس العروبة والإسلام والصداقة وأقصد هنا دول الوطن العربي والدول الإسلامية والدول الأجنبية الصديقة ... فإن اتحاد الدول الخليجية كونفدرالياً سيؤسس دولة اتحادية عظمى في مصاف الدول العظمى الأخرى.
وأوضح ال بن علي أن دول الخليج العربي لم تكن في حاجة لإنشاء مجلس التعاون وإنما كانت بحاجة إلى اتحاد فيدرالي لدولها ... والشاهد على ما أقول إن المغفور له الشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارت العربية المتحدة أدرك تلك الحاجة وأسس اتحاد الإمارات اتحاداً فيدرالياً قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعشر سنوات، مشيراً أن الظروف السياسية الداخلية والإقليمية والدولية خاصة منعت دول الخليج العربي من طرح فكرة اتحاد خليجي فيدرالي والتوجه نحو تنظيم تعاوني تكاملي بين تلك الدول وتأسيس مجلس تعاون بدلاً من اتحاد فيدرالي خليجي وجعل فكرة الاتحاد مطروحة أمام مستقبل التعاون التكاملي، وكشف أن النظام الأساسي للمجلس يؤكد أن هدف التعاون هو تحقيق الاتحاد الخليجي الفيدرالي بين الدول الأعضاء في المستقبل (الوحده الخليجية) مما يعني أن فكرة اتحاد خليجي فيدرالي كانت مطروحة قبل تأسيس مجلس التعاون الخليجي ولكن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية أحالت تأسيسه إلى المستقبل.
وأكد آل بن علي أن من يعتقد أن الدول الأوروبية ليست اتحاداً فيدرالياً فهو مخطئ، فالاتحاد الأوروبي يقوم على أسس التكامل والترابط التام بين الدول الأوروبية سياسياً واقتصادياً فيما يوازي مفهوم وقواعد الاتحاد الفيدرالي حيث إن تكامل الدول الأوروبية في اتحادها سياسياً واقتصادياً إلى جانب تحالفها العسكري (حلف الناتو) يصح لنا القول هنا، إن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد شبه فيدرالي أي ما بين الاتحاد الكونفدرالي والاتحاد الفيدرالي من المنظور القانوني أما من المنظور الفعلي والعملي فيدرالياً.
وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي رغم اختلاف أنظمتها السياسية وأصول وثقافة الشعوب الأوروبية أصبح في تحالفه السياسي والاقتصادي بعد تحالفه العسكري أكثر قوة ومتانة في اتحاده وأن دول مجلس التعاون والتي ينص نظامها الأساسي على أن الهدف الأسمى للدول الخليجية اتحادها فيدرالياً أي وحدة خليجية متكاملة لم تصل إلى اليوم لاتحاد شبه فيدرالي كما هو في الاتحاد الأوروبي فلا يوجد هناك تكامل سياسي واقتصادي بين الدول الخليجية رغم أن شعوب الخليج تنحدر وحدتهم في أصولهم وفي عاداتهم وثقافتهم وفي دينهم على دم ومبادىء وقيم وأسس واحدة ...ورغم علمنا أن التهديدات الخارجية تحيط إقليمياً حول هذه الدول الخليجية وعلى رأسهم العدو الأول لتلك الدول إيران ومنذ زمن .
وتوقع آل بن علي أن الحرب ضد الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح والتحالف العسكري الخليجي والعربي في عاصفة الحزم سوف يعود بمنافع كثيرة على دول شبه الجزيرة العربية، مناشداً قادة دول مجلس التعاون الإسراع في تأسيس اتحاد خليجي فيدرالي بين الدول الراغبة حالياً في ذلك الاتحاد وترك الباب للدول الخليجية المتحفظة مفتوحة خاصةً وأن التحالف العسكري الخليجي في عاصفة الحزم أكد لنا جميعاً أنه هو البريق الأول لأهم المكاسب التي تحققت لتحقيق اتحاد خليجي فيدرالي والشاهد ما أحاط عاصفة الحزم من التأييد الشعبي لدول الخليج في تحقيق آماله وتطلعاته نحو الوحده الخليجية واختلاط الدم الإماراتي والسعودي والبحريني مع تراب أرض شبه الجزيرة العربية.
وكشف آل بن علي أن إيران أدركت جيداً من خلال الاتحاد العسكري في عاصفة الحزم القوة العسكرية الفعلية والفعالة التي تمتلكها دول الخليج المتحالفة عسكرياً في حربها ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح... وأدركت إيران جيداً أن نهاية عاصفة الحزم قاب قوسين أو أدنى باتت مؤكدة في قطع أذرعها باليمن والنصر لها ... وأن هذا التحالف العسكري قد يمتد بعد ذلك إلى قطع الأذرع الإيرانية في أي دولة خليجية أو عربية... ولكن يجب الانتباه أن هذا التحالف الخليجي العسكري في عاصفة الحزم لن يقطع رأس الحية الإيرانية مالم يكن هناك اتحاد خليجي فيدرالي وإلاسوف تضل التهديدات في شؤون دول مجلس التعاون مستمرة لعدم وجود توازن في القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية معاً.
وأوضح آل بن علي أن إيران تعيد حساباتها في سياستها العدوانية ضد جيرانها من دول مجلس التعاون بعد انتهاء التحالف العسكري في عاصفة الحزم وتحقيق انتصاره على الأذرع الإيرانية في اليمن، وأن الحسابات الإيرانية لا تعني التراجع عن موقفها العدائي وإنما لوضع خطط واستراتيجيات جديدة لتحقيق أهدافها العدوانية ضد هذه الدول للعودة مرة أخرى لضرب أمن وسيادة الدول الخليجية وتحقيق أطماعها، وقال إن إيران تأمل أن يكون التحالف العسكري في عاصفة الحزم بعد انتصاره مؤقتاً وألا يكون موجوداً في المستقبل باعتبار نظرتها أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لم يستطع التوصل طوال فترة أربع وثلاثين سنة من تأسيس مجلس التعاون لأي هدف من أهدافه ... وهذه النظرة الإيرانية خطيرة جداً على دول وشعوب الخليج العربي ... إذ بات من الضروري إعلان الوحدة الخليجية في اتحاد فيدرالي أمراً هاماً لا يجب التأخر في تنفيذه لتصبح كل حسابات إيران في ذات الأهداف العدائية خاسرة في أي مرحلة من مراحل المستقبل القادم.
وأشار، مدللاً على أهمية الاتحاد الخليجي، أن حلف (الناتو) تأسس لمواجهة خطر الاتحاد السوفيتي ... وأن حلف (وارسو) تأسس كذلك لمواجهة خطر حلف (الناتو) ... ومن ذلك التاريخ لم نشاهد حرباً بين الحلفين إلا ما سُمي بـ (الحرب الباردة) أي الحروب العسكرية الكلامية والسياسية...فلنتوجه إلى تحالف عسكري عربي إسلامي في أسرع وقت جنباً إلى جنب مع التوجه لاتحاد خليجي فيدرالي فأي منهم يتحقق أولاً سوف يكون كفيلاً لردع أي خطر أو تهديد خارجي ولتكن الحرب الباردة مع إيران العدو اللدود للمنطقة العربية والدول الإسلامية.