سيما: دخلت الإذاعة بالصدفة من خلال إعلان توظيف تزامناً مع دخولي الجامعة
فوجئت باختياري ضمن المذيعات اللاتي ستخضعن لدورة تدريبية ثلاثة شهور
مذيعو الإذاعة عندما ينتقلون للتلفزيون يصبحون نجوماً لأن الكاميرا أسهل
عماد: طلبوا مني أن أنتظر في الإذاعة حتى تأتي فرصتي في التلفزيون ومازلت فيها
ليس كل إنسان يستطيع أن يكون مقدماً في الإذاعة لأنها تحتاج كفاءة وموهبة
تحضير اللاتري صعب فعلينا التأكد من معلومات كثيرة قبل تقديمها للمستمعين



حين تتحدث إليهما تشعر أنك أمام نموذج جميل من الصدق...متميزان ولا يتحدثان عن هذا التميز، بينهما وبين الأنانية عداء ومسافات، يتحدثان عن نجاح الآخرين ويتجاهلان نجاحهما، عشقهما للوطن يجسده العمل الصامت، وغيرتهما عليه تترجمها الآراء الحادة، والعفوية المنطلقة كانطلاق الأطفال. لا يعرفان تقديم التنازلات حتى لو خسرا بحسابات الآخرين، ويرفضان ارتداء الأقنعة حتى وإن ظلا سنوات في أستديو صغير وراء الميكروفون الإذاعي، لأن الأهم في عيونهما ذلك التواصل الحميمي بينهما وبين المستمعين.
إنهما عماد عبدالله وسيما العريفي ...مذيعان يحملان داخلهما طموحاً حاصره الروتين ، واعتصار من أجل البحرين. بلا ميكروفون...وخارج الأستديو، التقت «الوطن» بأصحاب برنامج «اللاتري»، وهو البرنامج الإذاعي الذي حصد التصويت الأعلى من قبل المستمعين لأفضل البرامج الإذاعية في رمضان الماضي من خلال دراسة مسحية أجرتها هيئة شؤون الإعلام.

«هنا البحرين» بماذا تذكركما؟
-سيما : تذكرني بالبداية... بسنوات مضت، عندما دخلت الإذاعة بالصدفة إثر رؤيتي لإعلان في الصحيفة يطلبون فيه مذيعات كنت وقتها أستعد لدخول الجامعة، ولفت نظري الإعلان، فقد كنت دائماً يتم اختياري في المدرسة لتقديم كلمة الصباح في الإذاعة المدرسية، وأرسلت سيرتي الذاتية وتم اختياري ضمن المذيعات اللاتي ستخضعن للمقابلة الشخصية، وحضرت المقابلة، كنت مرتبكة، وشعرت أنني أخطأت كثيراً، ونسيت المعلومات، وفوجئت أنه تم اختياري ضمن المذيعات اللاتي ستخضعن لدورة تدريبية لفترة ثلاثة شهور، وبعد الدورة طلبوا مني دخول الأستديو لأقول ( هنا البحرين)، ومن هنا كانت بدايتي، ثم أصبحت مذيعة ربط، ثم جاء برنامجي الأول ( هابي ويك إند)، وبدأت العمل مع عماد عبدالله.
-عماد: تذكرني ( هنا البحرين) ببدايتي في 1997 عندما تخرجت من قسم الإخراج التلفزيوني بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وجئت للتلفزيون للعمل، وهناك طلبوا مني أن أنتظر في الإذاعة، حتى تأتي فرصتي في التلفزيون، ومكثت في الإذاعة لمدة ستة شهور، كل عملي جمل بسيطة (هنا البحرين- استمعتم إلى – وتستمعون إلى)، ثم بدأت العمل في الإذاعة، ومازلت مذيعاً بها.

لماذا لم تعمل في التلفزيون؟
-يجيب عماد :عملت في برنامج صحافة في 1997، وتعلمت منه تقنيات مختلفة، وكيفية قراءة الأخبار، ثم عملت مع المرحومة كريمة زيداني أول (بايلوت) لبرنامج (صباح الخير يا بحرين) ولكنني عدت إلى عريني في الإذاعة، فأجواء العمل في التلفزيون لم تناسبني.
ماذا يميز الإذاعة؟
اكتشفت في عالم الإذاعة أنه ليس كل إنسان يستطيع أن يصبح مقدماً للبرامج الإذاعية، وأن التقديم في الإذاعة بحاجة لكفاءة وموهبة، لأن المستمع يركز على المذيع ويتعرف على قدراته، ومن السهل اكتشاف أخطائه، هذا بخلاف التلفزيون الذي تلعب فيه الصورة الدور الرئيس، ويتم تقييم المقدمين وفقاً لصورتهم على الشاشة، كما إن المشاهد قد ينشغل بديكور البرنامج، ولا يركز على كفاءة المذيع، وموهبته، أما في الإذاعة نواجه أنفسنا بأخطائنا وهذا ما يجعلنا نطور الأداء، فمراقبة ذاتنا، ومحاسبة أنفسنا بلا شك يعمل على تطوير العاملين في الإذاعة.
رهبة الميكروفون
وتقول سيما: أؤيد كلام عماد، والدليل أن مذيعي الإذاعة عندما ينتقلون للتلفزيون يصبحون نجوماً ويشعرون أن التعامل مع كاميرا التلفزيون أكثر سهولة من التعامل مع ميكروفون الإذاعة، وفي رأيي أن الإذاعة تفرض معايير، لا يفرضها التلفزيون، ولكي يصبح الإعلامي مذيعاً في الإذاعة لابد أن يمتلك كفاءة عالية، ثم إن ميكروفون الإذاعة له هيبة ورهبة، وحتى نصل إلى قلوب الناس من خلال الصوت والأداء فقط لابد من بذل الكثير من الجهد والعمل على رفع مستوى الكفاءة، أنا شخصياً ندمت على تجربتي في العمل بالتلفزيون، وأعتقد أن من أكثر العناصر التي تميز العمل في الإذاعة المحبة بين أعضاء فريق العمل الواحد.
تميز «اللاتري»
وما هي أسباب تميز برنامج (اللاتري)؟
-عماد: أعتقد أن قرب البرنامج من الناس، وأسلوب البرنامج الطبيعي جعله بعيداً عن التصنع، ثم إن برنامج اللاتري لا يصنف كبرنامج مسابقات، ولكنه يبرز موروثاً خليجياً بحتاً، ويعيد الذاكرة لكنز من المعلومات، لا يستفاد منه، هذا الكنز يساهم في تعليم الأجيال الجديدة، والحقيقة أن هذا الموروث من الفنون والعادات والتقاليد يستحق أن نفتخر به، ونحن نقدمه بأسلوب سلس وبسيط من خلال مسابقات لعبة اللاتري القديمة، ولأننا نحب مستمعينا، فهذا الحب يصلهم أيضاً، فما يخرج من القلب لابد أن يصل إلى القلب.

وماذا عن كيفية التحضير والإعداد للبرنامج؟
-عماد: تحضير اللاتري صعب فعلينا التأكد من معلومات كثيرة قبل تقديمها للمستمعين، اخترنا فترة ما بين الخمسينات والثمانينات، ولابد التأكد من كافة المعلومات الخاصة بالعادات والتقاليد والفنون وغيرها، وعادة يكون الإعداد جماعياً، فنجلس جميعاً نحن والمعد والمخرج كعائلة واحدة، كلنا هدفنا أن يخرج البرنامج في أجمل صورة، والأنانية كلمة لا نعرفها، ولا توجد بيننا.
الكيمياء
وهل هناك ما يسمى بالكيمياء بينكما؟
سيما : نعم أؤمن بوجود هذه الكيمياء بيني وبين عماد، فهذا التوافق بيننا حدث بطريقة عفوية، دون التخطيط له، ومن خلال تعاملنا طوال خمس سنوات في البرنامج، تعلمنا كيف نشعر المستمع دائماً بهذا التوافق وإن اختلفنا في وجهات النظر، فالمستمع اعتاد منا هذه المناوشات التي عادة تحدث بين الأخ وأخته.
عماد: أوافق سيما على موضوع الكيمياء في اعتقادي أنني لو قدمت البرنامج مع مذيعة أخرى سوف أقوم بجهد كبير، فمن الصعب أن آخذ مذيعة لم اعتد على التقديم معها لقالبي، وسأشعر بالخوف لأن البعض يفتقد الرقابة الذاتية، وهذا قد يتسبب في حدوث بعض المشاكل أثناء التقديم.

وما هي أهم المقومات التي تتطلبها في المذيعة التي تشاركك التقديم؟
عماد :أن تمتلك غزارة المعلومات التي تثري البرنامج، والفضول الإيجابي، وأن تكون لماحة، وتستفيد من كل ما ترى وتقرأ وتسمع، أريدها تمتلك مخزوناً من الثقافة متطورة دائماً، تبحث عن كل ما يضعها في مرحلة متقدمة.
وتعلق سيما: الحقيقة أنني سعيدة للغاية بتفوق اللاتري على كل البرامج الإذاعية في رمضان، فهذا الفوز نتيجة مجهود مشترك لكل فريق العمل، المخرج عيسى المطوع والمعد عبدالله جمال الذي يبحث كثيراً عن معلومات كثيرة ومتنوعة، والمخرج أحمد العبيدلي الذي وضع لنا البرنامج علي اليوتيوب، فأعطى للبرنامج رونقاً آخر، وأيضاً الزميلان عبدالله الشوملي والزميل علي الحادي وجميع من شارك في هذا النجاح.
لا نتنازل
هل النجاح يصيبكما بالغرور؟
-سيما: ليس غروراً ولكنه عدم تنازل، البعض يعتقد أنه لأننا لا نتنازل فقد أصابنا الغرور، والفرق كبير بين عدم التنازل والغرور، قد نخسر من وجهة نظر الناس ولكننا نربح من وجهة نظرنا الخاصة.
ويعلق عماد: أرفض التعامل مع أي شخص له أكثر من قناع، وأرفض التنازلات مهما كانت الإغراءات، حاولنا تقديم برنامج تلفزيوني، ولكننا لم نجد تجاوباً، هم لا يرفضون ولا يتجاوبون، ونحن سعداء بوجودنا في الإذاعة، ولم نعمل يوماً ونحن نضع تحدياً أمامنا، ولكننا نعمل لأننا نحب عملنا، ونعشق وطننا. أودّ أن أضيف هنا أننا نشكر اللفتة الكريمة من الوزير عيسى الحمادي الذي كرمنا فهي المرة الأولى التي يتم تكريمنا فيها .. كما أشكره على اهتمامه وجهده الملحوظ في السعي للارتقاء بمخرجات الإعلام البحريني.. لا أخفي عليكم أن هذا التكريم يجعلنا نسعى لتقديم الأفضل مستقبلاً.
وتختم سيما الحديث قائلة: أنا متفائلة بخطوات وزير شؤون الإعلام، بتكوين لجنة للتقييم فربما يتم الاهتمام بالعاملين في الإذاعة عقب كل هذه السنوات الطويلة كما أشكره على تنظيم الحفل وتكريمنا فيه ضمن أفضل البرامج الرمضانية لعام 2015، فهذا يدفعنا للأمام ويرفع معنوياتنا.