مؤشرات مقلقة عن تعزيز محتمل للوجود العسكري الروسي في سوريا
مسؤولون أمريكيون: 3 طائرات عسكرية روسية هبطت في سوريا أخيراً
واشنطن تحذر من «مواجهة» مع روسيا في سوريا
موسكو تبحث إجراءات عسكرية إضافية في سوريا لازمة لمحاربة الإرهاب
بلغاريا تشترط تفتيش الطائرات الروسية المتجهة لسوريا لعبور مجالها الجوي
أثينا: لم نواجه مشكلة مع روسيا بشأن عبور طائراتها لسوريا
تقارير: اليونان وإيران وافقتا على مرور الطائرات الروسية المتجهة لسوريا
عواصم - (وكالات): قالت 3 مصادر لبنانية على دراية بالوضع السياسي والعسكري في سوريا إن قوات روسية بدأت تشارك في عمليات عسكرية هناك دعماً للقوات الحكومية. وقال مسؤولان أمريكيان إن روسيا أرسلت سفينتي إنزال دبابات وطائرة إضافية إلى سوريا كما أرسلت عدداً قليلاً من قوات مشاة البحرية. وأضاف المسؤولان أن قصد روسيا من التحركات العسكرية في سوريا ما زال غير واضح. وقال أحدهما إن المؤشرات الأولية تفيد بأن تركيز التحركات هو إعداد مطار قريب من مدينة اللاذقية الساحلية وهي معقل للأسد. وأكدت موسكو أنها أرسلت «خبراء» على الأرض. لكن روسيا أحجمت عن التعليق على نطاق ومدى وجودها العسكري في سوريا على وجه التحديد. ونفت دمشق مشاركة الروس في القتال لكن مسؤولاً سورياً قال إن وجود الخبراء زاد خلال العام المنصرم. وقال اثنان من المصادر اللبنانية إن الروس يبنون قاعدتين في سوريا إحداهما قرب الساحل والأخرى على عمق أكبر في البر لتكون قاعدة للعمليات. وفي إشارة إلى المخاوف الغربية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري تحدث هاتفياً لمرة الثانية إلى نظيره الروسي سيرغي لافاروف معبراً عن قلقه من أنشطة عسكرية في سوريا.
وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا من التدخل العسكري الزائد في سوريا. وقال إن الاتفاق النووي مع إيران ومبادرات جديدة قدمتها الأمم المتحدة تمثل نقطة انطلاق لحل سياسي للصراع. وذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج إن التقارير التي أفادت بزيادة النشاط العسكري الروسي في سوريا تثير القلق فيما قالت فرنسا إن الأمر يجعل إيجاد حل سياسي للأزمة أكثر تعقيداً.
ولا تخفي الولايات المتحدة قلقها إزاء تعدد المؤشرات عن تعزيز التواجد العسكري الروسي شمال غرب سوريا، من إقامة منازل جاهزة الصنع يمكنها استقبال مئات الجنود الروس، إلى بناء برج مراقبة، إلى تكرار رحلات طائرات نقل عسكرية ضخمة. وفيما يشبه الرد على تحذيرات واشنطن من الدور الروسي في سوريا، لوّحت موسكو بإجراءات عسكرية «إذا لزم الأمر»، من وجهة النظر الروسية. وفي آخر التطورات، قالت الخارجية الروسية إن موسكو تبحث إجراءات عسكرية إضافية لازمة لمحاربة الإرهاب في سوريا، إذا لزم الأمر. وأكدت الخارجية الروسية وجود عسكريين في سوريا، وقالت إنهم يقدمون المساعدة بشأن أسلحة روسية. وقبل ذلك، حذر البيت الأبيض، من أن التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا قد تشعل «مواجهة» مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.
ورسمياً ليس لموسكو أي وجود على الأراضي السورية باستثناء منشآتها اللوجستية العسكرية في ميناء طرطوس على شواطئ المتوسط. لكن نشر معلومات في الأيام الأخيرة في وسائل إعلام عدة عن وجود عسكري متنام ثم انتشار صور على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية تظهر عسكريين روس يؤكدون وجودهم في هذا البلد طرح على الفور سؤالاً، هل تخطط روسيا لشيء ما في سوريا؟!
ومنذ أشهر يدعو الرئيس فلاديمير بوتين إلى مقاربة مزدوجة في النزاع السوري، ودفع المعارضين السوريين إلى توحيد مواقفهم للتفاوض بشأن إيجاد حل للأزمة السياسية مع دمشق، وتشكيل تحالف عسكري موسع يضم تركيا والسعودية والجيش النظامي السوري لمحاربة تنظيم الدولة المتطرف. ولا تلقى هذه المبادرة حالياً سوى دعم محدود. وقال الرئيس الروسي بوضوح إنه في الوقت الراهن من غير الوارد أن يشارك الجيش الروسي في عمليات عسكرية مباشرة في سوريا. ووسط هذه الأجواء ظهرت المؤشرات الأولى للتعزيزات العسكرية الروسية في سوريا. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أول من نشر معلومات عن أن روسيا نشرت قوة ونقلت معدات لإقامة قاعدة جوية في اللاذقية معقل بشار الأسد شمال غرب سوريا. وفيما يشبه الرد على تحذيرات واشنطن من الدور الروسي في سوريا، لوّحت موسكو بإجراءات عسكرية «إذا لزم الأمر»، من وجهة النظر الروسية. وفي آخر التطورات، قالت الخارجية الروسية إن موسكو تبحث إجراءات عسكرية إضافية لازمة لمحاربة الإرهاب في سوريا، إذا لزم الأمر، وأكدت الخارجية الروسية وجود عسكريين في سوريا، وقالت إنهم يقدمون المساعدة بشأن أسلحة روسية. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها ترى أنشطة حديثة «غريبة للغاية» بشأن سوريا تهدف إلى إساءة تمثيل موقف روسيا في محاربة الإرهاب»
وأضافت أن «روسيا تبحث إجراءات عسكرية إضافية لازمة لمحاربة الإرهاب في سوريا إذا لزم الأمر». وأعلنت أن لديها خبراء عسكريين في سوريا في أول تأكيد رسمي لهذا الأمر بعد أسابيع من تزايد الحديث عن احتمال تزايد الوجود الروسي هناك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الخبراء يقدمون المساعدة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى سوريا التي تقول موسكو إنها تهدف إلى محاربة الإرهاب.
وقبل ذلك، حذر البيت الأبيض، من أن التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا قد تشعل «مواجهة» مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. ويأتي ذلك فيما أكد مسؤولون أمريكيون أن 3 طائرات عسكرية روسية هبطت في سوريا في الأيام الأخيرة. وقال المسؤولون إن اثنتين من هذه الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز «إنتونوف 124 كوندور»، أما الثالثة فهي طائرة لنقل الأفراد. وأوضح أحدهم أن الطائرات هبطت في مطار بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا التي تعتبر أحد معاقل الرئيس بشار الأسد. وقام التحالف بقيادة الولايات المتحدة بأكثر من 50 ألف طلعة خلال أكثر من عام لمواجهة التنظيم المتطرف في العراق وسوريا. وأعلنت بلغاريا العضو في حلف الأطلسي أنها منعت طائرات روسية متجهة إلى سوريا عبور مجالها الجوي الأسبوع الماضي. ويأتي القرار بعد معلومات أفادت، بأن الولايات المتحدة طلبت من اليونان العضو في الحلف الأطلسي أيضاً، منع رحلات إمدادات روسية لسوريا من عبور مجالها الجوي. ورفض البيت الأبيض رداً على سؤال عما إذا كان طلب من الحلفاء منع تحليق الطائرات الروسية، مؤكداً أنه «من الصعب معرفة نوايا روسيا».
وكان وزير الخارجية جون كيري أجرى اتصالاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف لإبلاغه «قلق الولايات المتحدة» حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سوريا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت، أن موسكو لم تخف يوماً دعمها للنظام السوري بالأسلحة والمدربين.
وقالت موسكو إن لافروف أكد في الاتصال الهاتفي مع كيري أن «الجانب الروسي لم يخف يوماً تسليم معدات عسكرية إلى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب». وأعلنت بلغاريا أمس أنها مستعدة للسماح لطائرات روسية متجهة إلى سوريا بعبور مجالها الجوي شرط أن تقبل موسكو التي تؤكد أنها لا تنقل سوى مساعدات إنسانية، تفتيش حمولتها. وبحسب معلومات، فإن واشنطن طلبت من اليونان وبلغاريا رفض تحليق الطائرات فوق أراضيها لأنها تنقل بحسب الأمريكيين، مساعدات عسكرية لقوات الأسد.
من جهتها قالت اليونان إنها تلقت هذا الطلب من واشنطن لكنها أكدت أن روسيا قررت في مطلق الأحوال استخدام خط جوي آخر. والعبور فوق بلغاريا واليونان يتيح للطائرات الروسية تجنب تركيا وإيران. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤول بسفارة روسيا في أثينا قوله إن اليونان وافقت في 31 أغسطس الماضي على منح الطائرات الروسية حق استخدام مجالها الجوي في الرحلات الإنسانية المتجهة لسوريا. وأضافت أن الطلب يغطي الفترة من 1 إلى 24 سبتمبر الجاري. وفي خبر منفصل ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية نقلاً عن مسؤول بسفارة روسيا في طهران أن إيران وافقت على كل طلبات موسكو المتعلقة بالرحلات المتجهة لسوريا لنقل معونات إنسانية.