هي آية من آيات الله عز وجل.. حين نجى فرعون ببدنه بعد أن أغرقه في البحر وهو يرصد نبي الله موسى عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل وكانت حكمة الله من هذا بالغة الوضوح فقد قال سبحانه وتعالى «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيةً وإنَّ كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون»..
أنجى الله فرعون ببدنه فأمر البحر أن يقذف بجسده إلى الشاطئ لكي يكون عبرة للظالمين .. عبرة لكل من أنساه طغيانه قدرة الله وجبروته وأنه القادر على كل شيئ فهو من فرق البحر وجعل فيه طريقاً يابساً لموسى وقومه وهو من أعاد البحر لخواصه المعروفة ليغرق فيه فرعون وجنوده ..
وها هي الآية تتكرر اليوم حين ينجي بدن ذلك الطفل السوري عند أحد شواطئ تركيا ، ذلك البدن الضعيف الهزيل ينجو بقدرة الله فأمر الأمواج أن تحمله للشاطئ والحيتان أن لا تجعله طعاماً سائغاً لها، ليكون ذلك الطفل ببدنه آية وشاهداً على ظلم الجبابرة والطغاة، ليكون وصمة عار في جبين كل متخاذل يرى الظلم ولا يتمعر وجهه غضباً لله وهو أضعف الإيمان بل الأدهى أنك تجد من يبرر لذلك ويجد للظالم أعذاراً، أنجى الله هذا الطفل ببدنه وخلد ذكراه بما التقط له من صور ليكون شاهداً على تقصير وتفريط الأمة الإسلامية في نصرة هذا الشعب المنكوب ونصرة أي مسلم معتدى عليه على وجه الأرض ..
اعتبروا يا أولي الأبصار ..
إنها رسالة الله لكل ظالم ولكل مؤيد لهذا الظلم أو ساكت عنه هذا صنيعة ظلمك وسكوتك، ورسالة لكل من تهاون في نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف لا سبيل لك إلا أن ترجع لما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» لا يسلمه أي لا يتركه لمن يؤذيه ولا يخزيه إذا استنصره « وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر».
إلى كل من طغى وتجبر وتجاوز الحد في الطغيان ..
إلى كل من أيد الظالم أو سكت عنه ...
إن كان الله قد أنجى الطفل ببدنه ليكون شاهداً وآية على الطغاة ومن عاونهم فلعل أمر الله قريب بإغراق الظالمين ومن هاودهم ثم ينجيهم بأبدانهم ليكونوا عبرة وآية لمن خلفهم.
د.محمد شاطر