كتب - موسى عساف:«نحاول فعل كل ما بوسعنا من أجل مساندة جنودنا والبحارة والطيارين البواسل، كما نحاول أيضاً تحمل نصيبنا من أسى وخطر الحرب.. ونعلم جميعاً أن في النهاية كل شيء سيكون على ما يرام». بهذه الكلمات خاطبت «إليزابيث أليكسندرا ماري» ابنة الرابعة عشر عبر إذاعة (بي بي سي) أطفال بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، بعدها بعامين كان ظهورها العلني الأول المنفرد أثناء زيارة فرق المشاة في الجيش البريطاني.إنها الملكة «إليزابيث الثانية»؛ التي حققت في تمام الساعة الرابعة والنصف مساء بالتاسع من سبتمبر الجاري أطول مدة في الحكم على العرش البريطاني، متجاوزة بذلك جدتها الملكة فكتوريا التي جلست على عرش البلاد لمدة 63 عاماً و216 يوماً بين عامي 1837 و1901.بطلتها البهية وهدوئها المعهود استطاعت الملكة عبور منعطفات هامة في تاريخ العالم والتاج البريطاني، فقد كانت الملكة الدستورية على سبعة دول مستقلة ولم يتجاوز عمرها الـ 25 عاماً، ورغم عدم تخطيطها لاعتلاء العرش، نظراً لبعدها عنه بوجود عمها إدوارد الثامن ووالدها جورج السادس، فقد زحف إليها كأنما يبحث عمن يملك صفاتها ليتوج على رأس الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.عاصرت الملكة 12 رئيس وزراء في بريطانيا، وشهدت العقود الستة من حكمها أزمات ومحطات هامة في تاريخ بريطانيا والعالم، فكانت حرب الفوكلاند عام 1982، ثم انتهاء الحرب الباردة وانهيار الكتلة الشرقية، وقيام الاتحاد الاوروبي، والحرب على العراق... أما على الصعيد الشخصي؛ فقد مرت الملكة بأزمات عائلية كبير بفشل زواج ولي عهدها الأمير تشارلز من الأميرة ديانا، ومن ثم مقتل الأميرة الأخيرة في ظروف غامضة، إضافة إلى ما يشن بين فترة وأخرى من هجوم على العائلة المالكة من انتقاد طريقة حياتهم.ورغم كل ذلك؛ نجحت الملكة إلى حد كبير في تجنيب عائلتها الصغيرة لتكون «علكة» في أفواه الإعلاميين، مستندة على عراقة التراث الملكي البريطاني، وما تملكه من حب وولاء من أبناء شعبها.