كتب - معاذ البرديني:
لم يسبق بتاريخ كرة القدم أن تحظى بمنافسة شديدة كالتي نشاهدها اليوم بين لاعبين لا يمكن أن نصفهما إلا بأسياد كرة القدم في عصرنا الحالي، فقد شهدت السنوات الماضية العديد من الأساطير كـ «بيليه ومارادونا وكروييف وزيدان ومالديني وبيكنباور» والقائمة تطول ولا تنتهي، ولكن ما يقدمه النجمان ميسي ورونالدو طيلة الثمان سنوات المنصرمة هو أمر لا مثيل له فلم نشهد أبداً منافسة من هذا النوع، أرقام تتحطم هنا وهناك، وتاريخ يدون من جديد، وجوائز فردية لا نهاية لها حصدها هذين اللاعبين ومازالوا يحصدون فيها.
إننا محظوظون لما نشاهده أسبوعياً من إبداعات تخرج من أقدام هذين النجمين والغريب أيضاً أنهم تشاركا كذلك في إخفاقاتهما رغم تألقهما على مستوى أنديتهما إلا أنهم لم يوفقا إلى الآن على الصعيد الدولي ولم يحقق أي منهم بطولة قارية أو عالمية رفقة منتخب بلادهم، حيث تشاركا كذلك في الوصافة، حين حلت البرتغال وصيفة ليورو 2004 بخسارتها أمام اليونان، أما الأرجنتين فأتت وصيفة لتشيلي بخسارتها في نهائي كوبا أمريكا لهذا العام.
إذاً فنحن أمام معجزتين كرويتين لن تتكررا أبداً، فلو تكلمنا بلغة الأرقام حينها يجب أن نواصل بآلات حاسبة كي نتمكن من إحصاء ما بلغاه من أرقام إعجازية، فعلى صعيد الدوري الإسباني أصبح ميسي هدافه التاريخي برصيد «286هدفاً» بينما بلغت حصيلة أهداف رونالدو «225هدفاً»، أما بطولة كأس ملك إسبانيا فسجل فيها ميسى «34هدفاً» فيما سجل رونالدو «21هدفاً». ولكن في بطولة دوري أبطال أوروبا كان التنافس على أشده حيث وصل كلا اللاعبين إلى رقمين تاريخيين فبلغت أهداف ميسي «77هدفاً» بينما تخلف عنه منافسه الأول رونالدو بهدف واحد حيث بلغت أهدافه «76هدفاً»، ولكن دولياً تفوق رونالدو رفقة البرتغال على ميسي رفقة الأرجنتين بـ»55هدفاً» مقابل «49هدفاً» للأخير.
المنافسة لم تقف هنا وإنما استمرت كذلك في الجوائز الفردية حيث حقق ميسي لقب الكرة الذهبية 4مرات سابقة فيما سيطر رونالدو في السنتين الماضيتين ليصل لثلاث كرات ذهبية، والجدير بالذكر أن ميسي هو المرشح الأقوى هذا العام لنيل كرته الذهبية الخامسة.
هذه القصة الجميلة من المحزن أنها ستنتهي يوماً ما ولكن علينا نحن أن نستمتع بها قدر المستطاع قبل أن تغادرنا بلا عودة.