القنوات الأجنبية تعبّر عن مصالح دولها بتقنية عالية وطاقم بشري مدرب
هدف القنوات تغيير الواقع العربي بما يتناسب
مع سياساتها ببرامج علاقات عامة
البث أحد عناوين هيمنة وعولمة لا تعترف بالحدود التقليدية


حذر الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة البحرين د.عوض هاشم من خطورة البث الفضائي الأجنبي الموجه لمنطقة الخليج والعالم العربي، وحلل هاشم، في محاضرة نظمها مؤخراً مركز عبدالرحمن كانو الثقافي لدى افتتاحه لأنشطة الموسم الثقافي الحادي والعشرين للمركز، حلل مضمون الخطاب الذي تبثه القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة باللغة العربية وآثاره السلبية على الجمهور الخليجي.
وقال هاشم إن القنوات الفضائية الدولية امتداد للإذاعات الدولية الموجهة التي تسعى لتغيير الواقع العربي لواقع يتناسب مع سياساتها عبر برامج علاقات عامة معدة بأسلوب علمي، وأضاف: «فالقناة التلفزيونية الدولية الموجهة هي قناة موجهة من دولة إلى دولة أخرى خارج حدودها بلغة تلائم سكان الدول الموجهة إليها وهي نوعان، رسمية: خاضعة تماماً للدولة، وغير رسمية: عدم الخضوع المباشر لسيطرة الدولة كقناة البي بي سي وقناة الحرة».
وأكد هاشم أن هذه القنوات تعبر عن مصالح دولها بتقنية عالية وطاقم بشري مدرب بهدف التأثير في الرأي العام وتشكيله، ونظراً لأهمية المنطقة العربية الجيوسياسية وثرواتها الهائلة جعلها هدفاً للمصالح الدولية ومنطقة من مناطق الصراع المستمر، كما يمثل هذا البث أحد عناوين الهيمنة والعولمة التي لا تعترف بالحدود التقليدية للدول وتسلط أذرعها الدعائية من أجل استقطاب الرأي العام فيها، مما جعل المنطقة العربية مجالاً حيوياً لعشـــرات القنوات الدولية الدعائيــة ذات الأهـــداف السياسية المتناقضة مع مصالح منطقة الخليج والعالم العربي، ومن هذه القنوات على سبيل المثال وليس الحصر:

سنة البث القناة
2008 BBC
2003 الحرة
2007 الفرنسية
2003 العالم
2007 روسيا اليوم
2001 القناة الإسرائيلة
2002 دوتشيه فيليه (ألمانيا)
2009 الصينية CCTV
2011 TRT التركية

كما يتعرض العرب للتهديد من خلال قدرة إسرائيل الذاتية على إنتاج وإطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية بمساعدة الولايات المتحدة والدول الغربية، وقد تم استثمار 200 مليار دولار في هذا البرنامج على مدى 20 سنة، وقد تم امتلاك إسرائيل للصواريخ القادرة على إطلاق الأقمار الصناعية (سلسلة أقمار –عاموس-) وفي مدار قريب من (عربسات). وأكد المحاضر أن ما تمارسه هذه القنوات لا يندرج ضمن المفهوم العلمي للإعلام الصحيح، وأنها تمارس الدعاية باعتبارها إحدى الأدوات للسياسة الخارجية للدول، فقد أشار إلى نتائج الدراسات التي تمخضت عن تحليل مضامين بعض هذه القنوات ومنها : الحرة، البي بي سي، والعالم الإيرانية.
قناة الحرة
ففي إشارته إلى قناة الحرة تمثلت مفردات خطاب هذه القناة الموجهة إلى المنطقة العربية في ما يلي: تفسير وتبرير السياسة الأمريكية، نشر المفاهيم الديمقراطية (تبعاً للنموذج الأمريكي)، الالتزام بحقوق الإنسان (من وجهة نظر أمريكية)، التعريف بمفهوم المجتمع المدني (بمفهوم أمريكي)، الاحتذاء بالنموذج الأمريكي، التشكيك في قدرة الأنظمة السياسية القائمة على لعب دور هام في المسرح العالمي، تأكيد تفوق إسرائيل حضارياً وسياسياً، مجابهة القومية العربية، وصم الإسلام بصفات سلبية (الإرهاب مثلاً).
وأشار الباحث إلى آليات الإقناع عبر قناة الحرة ملخصاً إياها في ما يلي:
• التكرار.
• الازدواجية في التراكيب والتعبير (الدفاع عن حرية التعبير، ثم كبح الحرية مع أحداث السود).
• التلويح باستخدام القوة.
• تعظيم الذات، ونزع المسؤولية عن الذات وإلصاقها بالآخر.
• إطلاق التسميات.
• التحريض (الشائعات / المبالغة/ التهويل/ الغطاء الدعائي المعارض لحكم الدول المعادية لأمريكا).
• تحويل الانتباه: التركيز على ظواهر والتشتيت عن أخرى.
• التهديد والإكراه لتحقيق الانصياع.
• إثارة المشاعر الملتهبة إزاء قضية معينة وتوظيفها بما يخدم مصالحها.
خطورة قناة العالم
وفي ما يتعلق بقناة العالم، أشار المحاضر إلى النقاط الآتية: أنها قناة ذات هدف استراتيجي محدد من القيادة الإيرانية، بالرغم من أن نظام الحكم ديني شمولي، لكن الاستراتيجية الإيرانية متفتحة على امتلاك عناصر القوة ومنها القوة الإعلامية (عقلية الدولة القومية الصاعدة)، ويرتبط الإعلام الإيراني بالمرشد الأعلى مباشرة (الإعلام الموجه القائم على الدعاية)، ويدور مستوى التنافس الإيراني مع القنوات الدولية الكبيرة BBC – الفرنسية – روسيا اليوم وغيرها، العالم جزء من منظومة إعلامية إيرانية واسعة منها Press TV، الكوثر، مجموعة سحر) وبها أقسام بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية، ولديها مكاتب في بيروت ودمشق وبغداد وأربيل والنجف والبصرة وغزة ولندن، وحوالي 40 مراسلاً حول العالم (مكتب بيروت أهم المكاتب).
أما أهداف القناة تبعاً لمديرها في بيروت: عاطف الموسوي والتي وردت في دراسة راغب جابر فهي كالاتي:
• تصدير الثورة (باعتبار العرب مستهدفين بها).
• معالجة أزمة الهوية للعرب نتيجة الاحتكاك السلبي للغرب ومن هذه القضايا: الأصالة – المعاصرة – الاستقلال – التخلف - الغزو الثقافي - تحقيق وحدة الأمة الإسلامية.
• خلق رأي عام إسلامي من خلال قضايا الأمة الإسلامية من طنجة إلى جاكرتا.
• مواجهة التطبيع مع المعتدين وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.
• القضية الفلسطينية محور ثابت للصراع الإسلامي – الصهيوني.
وحول سبل المواجهة لهذه الظاهرة أوصى الباحث بضرورة:
• أولاً: دراسة آثار هذه الدعاية علمياً.
• ثانياً: الإسراع في خطوات إنشاء مشاريع بث فضائي مضاد.
• ثالثاً: النهوض بمستوى الإعلام الوطني (المحتوى والتدريب والتقنيات والتشريعات ومستوى الحرية).
• رابعاً: وضع استراتيجية إعلامية عربية لمواجهة الحرب الإعلامية.
• خامساً: التواصل مع المنظمات الدولية بشأن مخالفات البث الفضائي الأجنبي.
• سادساً: تشجيع البث باللغات الأجنبية الموجهة.