قالت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن التراث العربي متميّز ويستحق الاهتمام والصون بتضافر جهود جميع الأطراف المحلية والدولية، مؤكدة أن الحفاظ عليه هو حفظ لذاكرة الشعوب والعالم، مشيرة لضرورة بذل الجهود للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي لشعوب الدول العربية، وبحثت، خلال استقبالها وفداً من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعية «IUCN» برئاسة أنيغر آندرسون مديرة الاتحاد، وبحضور رئيس المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي د.منير بوشناقي، وذلك في إطار متابعة اتفاقية التعاون ما بين المركز الإقليمي والاتحاد، إمكانية تحقيق منجزات على صعيد التراث الطبيعي في الوطن العربي.
وأعربت عن سعادتها بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وأشارت إلى أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومن خلال المسؤولية التي يقوم بها، يعمل على الحفاظ على مواقع التراث المسجلة وغير المسجلة على قائمة التراث العالمي. كما وأكدت أن مملكة البحرين تستمر بدورها الرائد في سبيل حفظ وصون التراث العالمي في الوطن العربي، وذلك عبر استضافتها للمركز وشعورها بالمسؤولية تجاه تاريخ وإرث الشعوب العربية، منوهة إلى الاستعداد الدائم للمركز للمشاركة في جهود المجتمع الدولي في الحفاظ على مواقع الإرث الحضاري والإنساني، خصوصاً الطبيعية منها والتي تتمتّع بصفات استثنائية تؤهلها لأن تكون مراكز جذب لسياحة ثقافية وبيئية متميزة.
بدوره، أشاد د.منير بوشناقي بالتعاون البناء ما بين المركز الإقليمي والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، بما يخدم مصلحة التراث الطبيعي في الدول العربية، موضحاً أن الوطن العربي يفتقر لتسجيل مواقعه الطبيعية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو ما أدى إلى اهتمام المركز الإقليمي بهذا الشأن وإعطاء التراث الطبيعي مكاناً متميزاً في استراتيجية المركز خلال السنوات السابقة.
وأشادت أنيغر آندرسون بالدور الذي يقوم به المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في الحفاظ على التراث العربي، موضحة أن اتفاقية التعاون أفضت خلال السنوات الماضية إلى العديد من الإنجازات على صعيد متابعة صون مواقع التراث الطبيعي في الوطن العربي وتحسين أداء إدارة تلك المواقع من قبل المؤسسات المختصة في البلدان العربية.
وتناول اللقاء العديد من القضايا المتعلقة باتفاقية التعاون التي أثمرت العديد من الفعاليات والإنجازات ومن أهمها برنامج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في الدول العربية «طبيعة» الذي يستضيفه وينفذه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ويعمل على بناء القدرات العربية في حفظ وإدارة مواقع التراث الطبيعي، ودعم ملفات ترشيح المواقع الطبيعية العربية على قائمة التراث العالمي لليونيسكو ومنها على سبيل المثال لا الحصر ملف أهوار جنوبي العراق. إضافة إلى التعاون المشترك في موريتانيا والذي أسفر عن إعداد تقرير عن حالة صون الحظيرة الوطنية لحوض أرغين وإعطاء توصيات للحفاظ على المكان
وتطرق المجتمعون كذلك إلى التعاون الحاضر والمستقبلي ما بين المركز الإقليمي والاتحاد، حيث يجري حالياً تنسيق مع جمهورية السودان من أجل استكمال ملفات ترشيح محميتي سنقنيب ودنقناب البحريتين على قائمة التراث العالمي كموقع طبيعي.