عواصم - (وكالات): أطلقت القوات اليمنية الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وبدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، حملة عسكرية برية كبيرة ضد المتمردين الحوثيين، وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محافظة مأرب شرق صنعاء، في وقت تتواصل فيه الضربات الجوية لإضعاف الحوثيين وحلفائهم، فيما تراجعت إلى حد كبير الآمال في محادثات سلام، مع اشتراط الرئاسة اليمنية إقراراً كاملاً بالقرار 2216 من قبل المتمردين، بينما أعلنت قيادة القوات المشتركة في بيان استشهاد 5 جنود سعوديين في جازان أثناء أدائهم واجب الدفاع عن الحدود من المتمردين المعتدين، على الحد الجنوبي بقطاع نجران».
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد العسيري انطلاق العملية في مأرب التي قال إنها «تتم في بدايتها ولديها جدول زمني محدد» مشيراً إلى أنها «تسير وفق ما خطط لها وبنتائج إن شاء الله مبشرة».
وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات يمنية موالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي أطلقت وبدعم من مروحيات ومدفعية قوات التحالف العربي، حملة واسعة ضد الحوثيين وقوات صالح في المحافظة الاستراتيجية. وذكر مصدر عسكري أن الحملة هي «الأوسع والأعنف» ضد المتمردين «منذ بدء العمليات العسكرية في محافظة مأرب» في أغسطس الماضي.
وأضاف المصدر أن القوات الموالية «تستخدم مختلف أنواع الأسلحة لقصف مواقع المتمردين في الجفينة والفاو وذات الراء»، شمال غرب مأرب كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه وتعتبر السيطرة عليها بغاية الأهمية تمهيداً لمعركة تحرير صنعاء.
وبحسب المصدر العسكري الذي كان يتكلم من منطقة العبر التابعة لمحافظة حضرموت القريبة من الحدود السعودية، فإن التحالف العربي الذي تقوده السعودية نشر قوات برية في المنطقة، ويستخدم «المدفعية الثقيلة لدعم الحملة» في مأرب. كما ذكر المصدر أن قوات التحالف تستخدم أيضاً مروحيات أباتشي القتالية.
وكان 67 جندياً من التحالف العربي، غالبيتهم من الإمارات، استشهدوا في 4 سبتمبر الحالي في مأرب بصاروخ أطلقه المتمردون. ويسيطر الحوثيون على جزء من محافظة مأرب، ولكن ليس على مدينة مأرب التي يسيطر عليها القبائل وموالون لحكومة هادي. وقد أكد المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد العسيري انطلاق العملية التي قال إنها «تتم في بدايتها ولديها جدول زمني محدد» مشيراً إلى أنها «تسير وفق ما خطط لها وبنتائج إن شاء الله مبشرة». وشدد العسيري على أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 «هو الهدف من العمليات وهو الحل الشامل والجذري للقضية اليمنية».
كما اعتبر أن «الوقت مناسب» للمتمردين «لتحكيم العقل والتوقف عن العمليات العسكرية العبثية والعودة إلى طاولة الحوار». من جانبها، ذكرت مصادر عسكرية أن 12 ألف جندي يمني من «الجيش الوطني» الموالي لهادي، شاركوا في وقت سابق في عرض عسكري بمنطقة العبر.
وقال قائد اللواء 23 ميكانيكي العميد الركن سمير شمفان حيث جرى العرض العسكري «نحن جاهزون للمشاركة في العمليات العسكرية لاستعادة محافظات مأرب والجوف وصنعاء من الحوثيين وقوات صالح».
ويأتي ذلك بعد أن طالبت الرئاسة اليمنية المتمردين الحوثيين بالاعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها، مقابل المشاركة في محادثات سلام أعلنت عنها الأمم المتحدة.
وقالت الرئاسة في بيان إنها قررت «عدم المشاركة في أي اجتماع حتى تعلن الميليشيا الانقلابية اعترافها بالقرار الدولي 2216 والقبول بتنفيذه دون قيد أو شرط».
وأكد البيان الذي صدر بعد اجتماع بين هادي ونائبه خالد بحاح، «رفض تحديد مكان وزمان أي لقاء مع المتمردين الحوثيين وصالح حتى يعلنون اعترافهم بقبول القرار والبدء بتنفيذه». وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت الخميس الماضي مشاركتها في «مفاوضات السلام» التي أعلن عنها وسيط الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وكان من المتوقع أن تعقد في مسقط.
وقد اشترطت حكومة هادي أن تقتصر المفاوضات على البحث في تطبيق القرار رقم 2216.