تجدد المواجهات بالمسجد الأقصى لليوم الثاني
العاهل الأردني يحذر من أي استفزاز جديد في القدس


عواصم - (وكالات): اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة رغم تأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح لليهود بالصلاة فيه، بينما اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل بـ «جر العالم إلى حرب دينية»، من خلال اقتحامها المتواصل للمسجد الأقصى، في حين دعت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن إلى التدخل، فيما حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن أي «استفزاز جديد» في القدس سيؤثر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.
وبحسب شهود عيان، فإن عشرات من الشبان قضوا الليلة قبل الماضية في المسجد الأقصى بنية حماية الباحة من خطر دخول يهود متشددين ولمنعهم من الصلاة فيها. وما زاد من التوتر ارتفاع عدد اليهود الذين يدخلون إلى باحة المسجد الأقصى بسبب رأس السنة اليهودية.
وعند إعادة فتح المسجد، وعودة الهدوء في وقت متأخر من صباح أمس الأول، كانت رائحة الغاز المسيل للدموع تملأ المسجد.
وامتدت المواجهات لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس حيث قام رجال الشرطة بتفريق مجموعة من عشرات المتظاهرين مؤلفة بغالبيتها من النساء الكبيرات في السن باستخدام قنابل صوتية.
وكانت النساء وهن من «المرابطات» يرددن هتافات «الله أكبر». ويعرف «المرابطون» و«المرابطات» بأنهم يراقبون عن كثب اليهود الذين يدخلون باحة المسجد تحت حماية مشددة، ويرددون هتافات «الله أكبر» لمنعهم من الصلاة.
وقالت سناء الرجبي وهي إحدى المرابطات «نحن قلقون على الأقصى لأن إسرائيل ترغب بإفراغه مثلما ترغب بإفراغ القدس من المسلمين. نحن لا نذهب للصلاة في حائط البراق. لماذا يجب أن يصلوا في الأقصى؟».
واعتدى رجال الشرطة مرة أخرى على المصورين الصحافيين.
واعتقل 9 أشخاص، 5 داخل باحة المسجد و4 في شوارع البلدة القديمة، بحسب الشرطة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت صباح الأحد الماضي في باحة المسجد وقامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع، قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة اليهودية.
وعلى الرغم من أحداث العنف، زار 650 يهودياً وسائحاً المسجد الأقصى الأحد الماضي في رقم أعلى من المعتاد بينما جاء 500 زائر أمس الأول، بحسب الشرطة.
واتهمت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل بـ «جر العالم إلى حرب دينية»، من خلال اقتحامها المتواصل للمسجد الأقصى، في حين دعت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن إلى التدخل.
وطالبت عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة حنان عشراوي في بيان «المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، بتحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل للجم العدوان الإسرائيلي المستفز والمتواصل بحق المسجد الأقصى والمقدسات الدينية وأبناء شعبنا الأعزل في القدس».
من جانبها دانت وزارة الخارجية الفلسطينية الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وجاء في بيان صادر عن الوزارة أنها «تدين بشدة إمعان الحكومة الإسرائيلية في إجراءاتها التعسفية وسياساتها القمعية ضد القدس ومواطنيها ومقدساتها».
وطالبت الوزارة «مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يهدد الأمن والسلم ليس في فلسطين فحسب، بل وفي المنطقة والعالم، والذي يمثل دعوة مستمرة للحرب الدينية في المنطقة».
من جانبه، حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله في عمان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن أي «استفزاز جديد» في القدس سيؤثر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.
وقال الملك عبدالله الثاني إن «أي استفزاز جديد في القدس سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل».
من جانبه، استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاقتحامات، واعتبر أن ما حدث «مثير للقلق».
وكانت مصر والأردن قد أدانتا الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وباحاته، وحذرتا من تبعات هذه الاقتحامات.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهم إسرائيل بالسعي إلى تقسيم المسجد «زمانياً ومكانياً» مؤكداً أن هذا «لن يمر».