أكد مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الطاقة، د.كانديه يومكيلا أن مملكة البحرين مرشحة لتكون مقراً رئيساً لمركز إقليمي للتقنيات الخضراء يخدم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “المينا” لدعم خطى النمو والتنمية المستدامة الصديقة للبيئة. وأرجع د.كانديه يومكيلا، خلال مؤتمر صحافي عقد مساء أمس على هامش افتتاح المعرض والمنتدى الدولي الأول للتقنية الخضراء 2012، تفضيله للبحرين إلى ما تملكه من مقومات تاريخية بإرثها الزاخر وبحسن الضيافة وتبني المبادرات البيئية على الدوام ولعبها دوراً مركزياً كمرفأ تجاري رئيس بالمنطقة، ما جعلها وجهة حضرية تفضيلية للكثير من الجنسيات على مر العصور. وأعرب عن أمله في أن يتم إنشاء مركز وطني للإنتاج النظيف ليوفر خدمات إضافية للمصنعين تتركز على تحديد الطرق الكفيلة بالحفاظ على إنتاجهم ضمن شركاتهم بصورة أنظف تشمل إدارة المياه والحد من تلوثها، والحفاظ على الطاقة ومدى كفايتها، وإدارة النفايات الصلبة والحد من أخطارها البيئية. وأوضح يومكيلا أن المعرض والمنتدى الدولي للتقنية الخضراء في البحرين يأتي في توقيت “مناسب للغاية” على حد تعبيره ليواكب التحديات والمستجدات الدولية، مشيراً إلى أن 2012 هو عام مهم خاصة وأنه سيتم مناقشة مدلولات التنمية المستدامة وكيفية الحفاظ على البيئة ومصادر الطاقة خلال قمة ريودي جانيرو في البرازيل في يونيو المقبل، وتحديد الحلول والتقنيات المتاحة التي ستضمن المضي قدماً في تعزيز النمو والتنمية ضمن بيئة صديقة للطبيعة والموارد الطبيعية، وكيفية التشجيع نحو تغيير السلوكيات الاستهلاكية وسوء استخدام مصادر الطاقة من مياه وكهرباء. واستطرد يومكيلا بالقول: “ المفترض من المعرض أن يوفر أرضية خصبة للتقنيات الخضراء المستقبلية القادرة على بناء منازل بمواد خام عضوية على سبيل المثال وضمان مصادر مياه أكثر صحية أو صديقة للبيئة. وكيف يمكن ترشيد استهلاك الطاقة كما هو الحال بأنظمة التكييف أو التهوية بموسم الصيف”. ويرى يومكيلا أن البحرين تملك دوراً حيوياً على مستوى المنطقة للمساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية السامة والغازات الدفيئة على مستوى المنطقة والعالم عبر المشاركة بالإجماع الدولي بضرورة الشراكات الفنية وتسخير التكنولوجيا الخضراء لمواصلة التنمية المستدامة الصحية بين الحكومات أو مؤسسات القطاع الخاص. وأضاف يومكيلا: “من الواضح أننا نعيش في عالم بات قرية صغيرة بترابط أجزائه وتأثيراته المباشرة، فأي حدث يصيب إقليم معين ستنتقل تبعاته إلى باقي مناطق العالم، لذا أصبحت الحاجة ماسة لحوار عالمي لرؤية كيف يمكن أن نجمع قوانا وتضافر جهودنا للمحافظة على نظامنا البيئي والمناخ المحيط بنا سواء من ناحية صون الموارد الطبيعية أو الحد من قنوات التلوث الرئيسة”. وتابع يومكيلا قائلاً: “مازلنا نستخدم مصادر الطاقة بصورة مفرطة إلى درجة استنزافها، بل ونسخرها للتصنيع المضر بالبيئة، الأمر الذي يزيد من أخطار انبعاثات الاحتباس الحراري (الغازات الدفيئة) التي تؤثر سلباً على كوكب الأرض الذي نعيش فيه ونقتات منه”. ووصف يومكيلا التلوث بـ«المسافر بلا جواز سفر” الذي يملك قدرة فائقة على التنقل عبر الحدود بلا أية قيود وذلك نتيجة تسارع خطى النمو الصناعي والحضري والعمراني، لنصل إلى مرحلة يصل فيها التلوث العالمي إلى أسوأ أشكاله في تاريخ البشرية خلال 150 سنة الأخيرة، مشيراً إلى أن أهمية قمة البرازيل تكمن في كيفية إيجاد الحلول والتقنيات القادرة على استدامة ومواصلة النمو وخلق وظائف وتوسعة رقعة الاقتصاديات العالمية دون التسبب في مشاكل للأنظمة البيئية. ورأى يومكيلا أن العديد من الدول النامية بحاجة إلى توطين التقنيات الخضراء وما يخدم البيئة، كما يجب عليها استقطابها من الخارج ودعم جهود الأبحاث والتطوير بتبني تقنيات جديدة وابتكار تكنولوجيا محلية لتحل مشاكل التصنيع البيئية والتلوث. إلى ذلك أشاد مدير عام الإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية بمملكة البحرين ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى والمعرض، د.عادل الزياني بجهود منظمة اليونيدو وتعاونها الدائم مع المملكة في مجالات كثيرة آخرها تدشين مشروع “العرين تتحول خضراء” والافتتاح الرسمي لقرية رواد الأعمال. وأعرب الزياني عن أمله في أن يتمخض عن هذا التعاون المستمر إنشاء مركز إقليمي للإنتاج النظيف مقره البحرين، مبدياً تفاؤله من الحصول على الموافقة النهائية في وقت قريب. وبين الزياني أن البحرين ستعمل على ثلاث مراحل لدعم مفهوم التقنيات الخضراء تبدأ بمرحلة استقطاب التكنولوجيا المتطورة، ومرحلة ضخ الاستثمارات، وثالثاً توعية المستهلكين. وأوضح الزياني أن فكرة المنتدى والمعرض التي برزت خلال العام الماضي تستهدف جلب أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم التقنيات الخضراء وما يخدم جهود خفض مستويات التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة. وأكد الزياني أن البحرين ستحرص على احتضان فعاليات المنتدى والمعرض بصورة سنوية بغية توطيد مفهوم تقنية المستقبل الأخضر وزيادة الوعي بين المواطنين بأهميته إلى درجة حاجتنا لها حتى في استخداماتنا اليومية.