قال رئيس المعهد الدولي للسلام تيري رود لارسن إن التحديات الكثيرة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تجعل من فرص السلام صعبة المنال، مشيراً إلى أن «هناك صراعات في سوريا والعراق أدت إلى معاناة كبيرة، هناك 15 مليون شخص فروا من بيوتهم وهربوا إلى دول تعاني من قلة الموارد الاقتصادية مثل الأردن ولبنان». وأضاف تيري رود لارسن، في محاضرة نظمها المعهد الدولي للسلام أمس في «آفاق السلام في المنطقة» في مقر المعهد بالبحرين، «اليوم يواجه العالم أزمة إنسانية في كل من اليمن والعراق وسوريا وهذه الحروب تؤدي لمآسٍ إنسانية، هناك أكثر من 15 مليون إنسان تركوا بيوتهم، الكثير منهم تركوا بلادهم وذهبوا لدول تعاني اقتصادياً مثل الأردن ولبنان وتونس مما نتج عنه كارثة إنسانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، هذا إضافة إلى الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي». ورأى أن العالم وقف شاهداً على هذه الكوارث فيما فشل المجتمع الدولي بالتعاطي معها كما يتوجب، معتبراً أن ذلك يشكل عاراً كبيراً لا سيما أن هذه الكوارث ينتج عنها أضرار عالمية بالغة. وقال لارسن «لنأخذ سوريا على وجه المثال، الصراع الدائر هناك نتج عنه كارثة لاجئين، هناك 4 ملايين سوري في الخارج، منهم 50 ألف حصلوا على اللجوء في دول أخرى، فيما هناك 7 ملايين شخص اضطروا لمغادرة مدنهم (نازحين في الداخل السوري)، وكما نرى الجهود الدولية تخفق بالتعاطي مع هذا الملف كما حدث في أوروبا مؤخراً، ومازلنا نشاهد الصور المأساوية التي تهز ضميرنا ونتساءل هل هناك حلول لهذه المأساة».وأضاف «هناك أزمات إقليمية تتطلب حلول جماعية، نحن نشاهد اليوم فوضى تتكشف في الشرق الأوسط، وهو أمر له علاقة بتأثير القوى الخارجية، إضافة إلى تعقيدات العرقيات المختلفة والمجتمعات الدينية ينتج عنها مخاطر، فهناك حالة تنافس فيما بينها لتشكيل مستقبلنا، وهذا ما يحتم البحث عن فرص لوضع حد لهذه الأوضاع». وأشار رئيس المعهد الدولي للسلام أن حجم الدمار الذي خلفته هذه الكوارث أثر على دول مجاورة، مشيراً إلى الحاجة لبناء هذه الدول بعد انتهاء الصراعات، وأن تقديرات إعادة إعمار سوريا بأنها لا تقل عن 100 مليون دولار.