عواصم - (وكالات): تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «باستمرار الدعم العسكري للرئيس السوري بشار الأسد» على الرغم من تنامي المخاوف بشأن دور موسكو في الحرب الدائرة في سوريا، بينما قال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس إن «بلاده ترى أن من المستحيل التوصل إلى أي حل وسط أو ترتيب مع الأسد من أجل حل سياسي».
وحث بوتين الدول الأخرى على الانضمام إلى روسيا في إرسال «مساعدات فنية عسكرية» إلى الحكومة السورية. وحذر من أن أعداد اللاجئين إلى أوروبا كانت ستزداد دون الدعم العسكري للحكومة في سوريا.
وقال بوتين «ندعم حكومة سوريا، في مواجهة الاعتداء الإرهابي».
وأضاف «نقدم وسنستمر في تقديم المساعدات الفنية العسكرية اللازمة، ونحث الدول الأخرى على الانضمام إلينا». وخلال مشاركته في قمة أمنية في طاجيكستان، قال بوتين إن «الوضع في سوريا سيكون أسوأ من ليبيا لو لم تدعم روسيا قيادتها». وذكر أن الأسد مستعد للعمل مع المعارضة السورية السليمة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع لكنه شدد على أن الأولوية هي للتصدي لـ «داعش». وأكد أن معظم المهاجرين السوريين الساعين للوصول إلى أوروبا يهربون من المجموعات «المتطرفة» وليس من قصف الجيش السوري المتواصل. وترى الولايات المتحدة ودول غربية أن دعم الأسد يفاقم الصراع الذي أنهك سوريا منذ عام 2011. وتقول موسكو إنها أرسلت معدات عسكرية إلى سوريا لمساعدة الحكومة في مواجهة تنظيم الدولة «داعش». وتأتي تصريحات بوتين بعدما أعربت واشنطن عن قلقها من تحركات روسية مؤخراً في مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف دايفيز «لدينا مؤشرات على أن روسيا نقلت أفراداً ومعدات إلى محيط منطقة اللاذقية الساحلية والقاعدة الجوية الموجودة بها، ما يرجح نيتها بناء قاعدة دعم للعمليات التكيتيكية هناك».
وتتهم واشنطن روسيا منذ عدة أيام بتعزيز وجودها العسكري في سوريا وبإرسال عتاد وجنود إلى اللاذقية حيث معقل الرئيس غرب سوريا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا تعمل على بناء «قاعدة جوية متقدمة» في اللاذقية وتحدثوا عن تشييد مبان مسبقة الصنع وبرج مراقبة جوية متنقل وعن وصول عشرات الجنود وقطع مدفعية ودبابات.
وأثارت الأنباء عن تعزيزات روسية في سوريا مخاوف في الغرب بشأن تبعات الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو لحليفها.
وأبدى مسؤولون أمريكيون مخاوف من أن تستهدف روسيا مجموعات المعارضة المدعومة من واشنطن والتي تقاتل الأسد، وأن تجازف بالدخول في نهاية المطاف في مواجهة مع قوات تقاتل «داعش».
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحوار بين موسكو وواشنطن بشأن حل الأزمة السورية أمر لا غنى عنه.
في السياق ذاته، قال الرئيس بشار الأسد في مقابلة نشرتها وسائل إعلام روسية إنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي في سوريا إلا بعد هزيمة الإرهابيين. من ناحية أخرى، قال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس إن بلاده ترى أن من المستحيل التوصل إلى أي حل وسط أو ترتيب مع الأسد من أجل حل سياسي. وأضاف في كلمة أمام البرلمان لتوضيح قرار فرنسا بدء رحلات استطلاع فوق سوريا «لن نفعل شيئاً يقوي النظام».
وتابع فالس «على العكس من ذلك الأمر الملح هو التوصل إلى اتفاق يطوي بشكل نهائي صفحات جرائم الأسد، لا يمكن التوصل إلى حل وسط أو اتفاق مع رجل مسؤول عن سقوط كل هؤلاء القتلى وكل تلك الجرائم ضد الإنسانية». واستبعد مجدداً إرسال قوات برية فرنسة إلى سوريا لكنه قال إنه إذا تم إنشاء تحالف إقليمي للتدخل ضد تنظيم الدولة فسوف تدعمه باريس. من ناحية أخرى، أكدت مصادر أن قوات النظام سحبت آليات وأرتالاً عسكرية، معظم عناصرها من «حزب الله» الشيعي اللبناني، من جبهات أخرى وأرسلتها إلى الغوطة الشرقية.
إنسانياً، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن أعداد اللاجئين السوريين في العراق ولبنان انخفضت في أغسطس الماضي لكنها ارتفعت في تركيا إلى نحو مليونين كما قفزت طلبات اللجوء إلى أوروبا.