محمد بن عبدالله: دور أساس للمتقاعدين في بناء النهضة والتنمية
نقي: «نبع الخبراء» مظلة وطنية كبرى تبرز عطاء المتقاعدين
حميدان: مبادرة «نبع الخبراء» ارتكزت على المخزون المعرفي
العباسي: المتقاعدون مرجع استشاري لاتخاذ القرارات الاستراتيجية
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أن تعزيز مفهوم رأس المال البشري المرتكز على الاستفادة القصوى من الخبرات التراكمية هو الدافع وراء الحرص الحكومي على إشراك المتقاعدين في مجالس إدارات الهيئات والمؤسسات الحكومية واللجان الوطنية بهدف وضع وصياغة وإعداد السياسات والتشريعات اللازمة التي تحمي مكتسبات وحقوق هذه الفئة المهمة من المجتمع.
وقال، خلال رعايته أمس، أعمال المنتدى التعريفي لمشروع نبع الخبراء «خبراء المستقبل» الذي نظمته جمعية الحكمة للمتقاعدين على مدى يومين بمشاركة خليجية وعربية، إن الإيمان الراسخ للحكومة بأهمية مواصلة الإنسان البحريني في العطاء خدمة لوطنه ومجتمعه حتى بعد مرحلة التقاعد بهدف الاستفادة من خبراته التراكمية هو نتاج ما تم بناؤه خلال العقود الماضية من تنمية وتطوير وتعزيز لقدرات الكوادر الوطنية المؤهلة، الأمر الذي جعل البحرين تتبوأ مراتب متقدمة في مؤشر تقرير التنمية البشرية على الصعيدين العربي والعالمي والذي يأخذ في عين الاعتبار عوامل قياس من بينها البيئة والكفاءات الاجتماعية والتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين وغيرها.
وأعرب عن إشادته بفكرة مشروع «نبع الخبراء» الذي يعد مشروعاً وطنياً بامتياز والأول من نوعه في مجال تدريب وتأهيل المتقاعدين من الاختصاصين والحرفيين وكبار المسؤولين في المجالات الإدارية والفنية والمالية والأمنية، عبر تهيئتهم بإشراكهم في دورات تطويرية بوصفهم مستشارين كل في تخصصه، مثنياً على ما تضطلع به جمعية الحكمة للمتقاعدين من دور فعَّال في المجتمع منذ تأسيسها في العام 1989 وحتى يومنا هذا برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، في سبيل جمع المتقاعدين تحت مظلة واحدة ترعى شؤونهم وتلبي احتياجاتهم وتنمي قدراتهم وتطورها وتكون صوتاً مؤثراً لتحقيق كل ما هو إيجابي لصالح هذه الشريحة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن التحول الصناعي الذي جاء بفضل الصناعة النفطية والسياسة الصناعية لحكومة البحرين قد أفرز منشآت عملاقة في العديد من الصناعات كالألمنيوم والبتروكيماويات والاتصالات والبنوك والمؤسسات التأمينية والتي كانت جميعها سبباً رئيساً في خلق وعي ثقافي في الإدارة المتنوعة، وإرساء قواعد حضارة الإنسان في المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال، في كلمته بالمنتدى، إن تلك النقلة الحضارية أفرزت تكوين القدرات البشرية المتمكنة والمحترفة على مستوى عالٍ في كل المجالات، وقد حان الوقت اليوم لجني ثمار هذه الخبرات وقطفها للاستثمار الأمثل لربيع المؤسسات الكبرى ومؤسسات الدولة على اختلاف أنواعها الزاخرة.
وأوضح أن المبادئ والأهداف الأساسية لنظام جمعية الحكمة للمتقاعدين قد اشتملت على الاستفادة من الخبرات التراكمية المتوفرة لدى أغلب المتقاعدين من خلال دورهم في الحياة ومراحل البناء والتفاني والإخلاص، وهي الغاية الأساسية لمسيرة المملكة في بناء الإنسان المواطن وتنمية البلاد في شتى المجالات، وأن تلك خطوات محسوبة للجيل الأول من سنوات بداية النهضة في العقد الرابع من القرن الماضي.
ويعد اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي شريكاً استراتيجياً في تنفيذ المبادرة الوطنية الرائدة -باعتباره ممثلاً عن القطاع الخاص الخليجي- ويأتي دعمه للمشروع انطلاقاً من الإدراك التام لأهمية تهيئة المتقاعدين وتدريبهم وتأهيلهم كمستشارين يعاد تفعيل دورهم على مختلف الأعمال في المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحسب اختصاصاتهم.
وفي السياق نفسه، أكد الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي أن احتضان البحرين للفعالية المهمة ورعايتها من القيادة السياسية يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها لرعاية فئات المتقاعدين وتحويلهم إلى طاقات منتجة ومبدعة في المجتمع، كونها وبفضل إخلاصها وتفانيها ساعدت البحرين والمجتمعات الخليجية على الوصول إلى ما هي عليه من تقدم وازدهار، منوهاً بأهمية أن تشد المجتمعات على أيدي المتقاعدين الذين قدموا كل العطاء بكل وفاء وإخلاص.
وقال، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، جاءت فكرة تأسيس مشروع نبع الخبراء بهدف توحيد جهود عدد من الجهات لجمع أكبر عدد من الخبراء في مختلف التخصصات والمجالات المدنية والعسكرية والربحية والتطوعية، تحت مظلة وطنية كبرى بحيث تبرز خبرات هذه النخبة المجتمعية وتقدمها بأفضل أسلوب وأرقى وبمساعدة ودعم أهم المنشآت في العالم وعلى وجه الخصوص من جامعات وكليات وشركات وبيوت خبرة ومعاهد وأكاديميات ومراكز تدريب واستشارات عالمية وعربية وخليجية معتمدة.
وعلى الصعيد نفسه، أكد وزير العمل جميل حميدان أن العديد من المبادرات التي سبق أن تم إطلاقها لصالح المتقاعدين كانت تتناول جانب تحسين شؤونهم المعيشية والحياتية، إلا أن المبادرة تميزت عن سائر المبادرات الأخرى كونها تعتني بجانب الخبرة والمخزون المعرفي القيم الذي حصل عليه المتقاعدون والعمل على إعادة تدويره في المجتمع لتعم الفائدة على الجميع. وقال قد تضعف السواعد وتتعب، لكن العقول والخبرات تنضج وتكبر مع تقدم السن، وأحسن الأمثلة على ذلك هم المفكرون والسياسيون والقادة ورجال الدين ممن تحملوا مسؤوليات مجتمعية كبيرة، ومع ذلك نجدهم ينجحون ويستمرون في العطاء والإنتاج لسنوات متقدمة.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الاجتماعي د.زكريا العباسي أن الهدف من دعم ورعاية الهيئة لأعمال المنتدى راجع إلى الإيمان بأن المتقاعد يعد نبعاً زاخراً بالخبرات ومرجعاً استشارياً لاتخاذ القرارات الاستراتيجية المهمة، إلى جانب الاستفادة من تلك الخبرات في مختلف المجالات، مثنياً في الوقت نفسه بفكرة مشروع «نبع الخبراء» معرباً عن أمله في أن يتحول إلى واقع ملموس يدعم التطلعات نحو استمرار عطاء المتقاعدين.
وقال إن الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي تفخر بقاعدتها المعلوماتية المفصلة عن أصحاب المعاشات والمتقاعدين بمختلف الشرائح والأعمار ومستويات الدخل، وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد أصحاب المعاشات بلغ حتى أغسطس 2015 بالقطاعين العام والخاص حوالي 50 ألف صاحب معاش.
وفي ختام الحفل، كرم الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة الرعاة والشركاء الاستراتيجيين، مشيداً بما تتحلى به كل جهة من حس بالمسؤولية المجتمعية، وما تقوم به من دور في سبيل تنمية وتعزيز القدرات البشرية. كما تسلم هدية تذكارية من رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين تقديراً وعرفاناً بإسهاماته الداعمة للمتقاعدين.
ويهدف مشروع «نبع الخبراء» إلى توظيف الاستثمار الأمثل للخبرات المتراكمة والعمل على الاستفادة منها بما يعود بالنفع على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما في ذلك البحرين التي تعتبر نقطة انطلاق المشروع الرائد.
وتأسس المشروع بموجب اتفاقية تم توقيعها بين اتحاد الغرف الخليجية ومؤسسة التفكير والنماء والتي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها بصفتها الممثلة لمؤسسات التدريب الخاصة في هذا المجال وهما المعهد الأمريكي الدولي للتدريب والاعتماد ومعهد كي سمارت للتدريب والتنمية البشرية إلى جانب عدد من الجامعات في المملكة العربية السعودية.